وصرح سكان هذه القرية النائية التي تتوسط حدود قسنطينة وسكيكدة الذين يعيشون الوحشة والعزلة والفقر المدقع الذي تبدو آثاره جلية على وجوههم، بجملة من الانشغالات على رأسها تدني الوضع المعيشي نتيجة تفشي البطالة وانعدام فرص الشغل بالمنطقة وذلك لغياب جميع المرافق الضرورية كانعدام الهياكل الصحية وكذلك قلة المياه الشروب بسبب الأعطاب التي تتعرض لها شبكة المياه بين الفينة والأخرى على الرغم من حداثة عهدها، بالإضافة إلى الظروف المتعلقة بتحسين المحيط واهتراء الطرقات وغياب الأشغال الخاصة بالتهيئة للأحياء والأزقة ومد قنوات صرف المياه القذرة وهو ما وقفنا عنده خلال جولتنا التي قادتنا إلى هذه المنطقة، حيث كانت الطرق مليئة بالمطبات والحفر والأوحال وهذا ما يؤكد غياب الكثير من المشاريع التنموية الخاصة بتهيئة البنية التحتية، ناهيك عن نقص الإنارة العمومية التي تمثل مشكلا جوهريا لدى السكان، خاصة مع نقص وحدات الأمن بهذه القرية وموقعها الجبلي الذي يفرض على الأهالي حظر التجول بعد صلاة العشاء مباشرة. وأجمع عدد من السكان الذين التقت "الفجر" بهم عن ضرورة التفاتة السلطات المحلية والولائية إلى قضاياهم ومشاكلهم وضرورة برمجة مشروع مد قنوات الغاز الطبيعي كضرورة ملحة جدا خاصة وأن المنطقة جد باردة شتاء وتعرف تذبذبا في توزيع الغاز خلال فصلي الخريف والشتاء، هذا في ظل تفشي مشكل آخر وهو التغطية الصحية لانعدام المراكز الصحية؛ حيث يتكبد السكان الذي بلغ تعدادهم قرابة 5 آلاف نسمة معاناة الانتقال إلى بلدية عين بوزيان بسكيكدة وزيغود يوسف بقسنطينة للاستفادة من الخدمات الصحية بما فيها العلاجات الأولية كأخذ الحقن مثلا. وما زاد الطين بلة هو غياب وسائل النقل نهائيا بسبب عدم استفادة المنطقة من خطوط النقل التي تفتح آفاق الشغل أمام الراغبين في خوض هذا النشاط، حيث يضطر الكثيرين تحمل التكاليف الباهظة لسيارات الفرود أو أخذ سيارة "كورسة " في أغلب الأحيان وإما المجازفة بقطع الطريق الوطني وتوقيف الحافلات المارة أو سيارات الأجرة. لهذه الأسباب اتخذ سكان هذه القرية بلدية زيغود يوسف قبلة لقضاء حاجياتهم اليومية بسبب توفر وسائل النقل المتجهة من مشتة "الدغرة " إلى مركز البلدية وهي المشتة الأقرب إلى هذه القرية التي تبعد عنها بحوالي 2 كلم فقط. وفيما يخص الهياكل التعليمية، يطالب سكان الكنتور بتزويد قريتهم بمدرسة ابتدائية ومتوسطة من شأنها أن تخفف عن أبنائهم معاناة الانتقال إلى بلدية عين بوزيان، خاصة وأن النقل المدرسي يعرف ضغطا كبيرا. وعموما، فإن سكان قرية الكنتور يطالبون السلطات المحلية والولائية ببرمجة مشاريع تنموية ملحين على ضرورة التكفل بمشاكلهم وهمومهم اليومية واتخاذ التدابير اللازمة لإيجاد الحلول الملائمة التي تتماشى وطموحاتهم البسيطة في العيش الكريم والنهوض بالمنطقة وإخراجها من دائرة التخلف و الحرمان ورفع المعاناة التي يتخبط فيها أبناء المنطقة.