غياب لأبسط ضروريات العيش الكريم يعيش سكان دوار الغوالم الواقع بإقليم بلدية بوقرة التي تتقاسم الحدود مع ولاية تيسمسيلت، حياة مثقلة بالمشاكل والمعاناة وكادت أن تتوقف بسكانها الحياة بسبب إستمرار مظاهر الحرمان والبؤس لعقود وغياب أبسط ضروريات العيش الكريم من غياب للماء والغاز والطريق رغم أن الدوار لا يبعد سوى كيلومترات عن مقر البلدية. سكان مستاؤون ومسؤولون غير مبالين يشير بعض السكان الذين إلتقيناهم أنهم ضاقوا درعا من الوعود الوهمية التي يلقونها في كل مناسبة، حيث يؤكدون بأن دوار الغوالم مهمش منذ سنوات في ظل تجاهل السلطات المحلية لمطالبهم وانشغالاتهم المتراكمة بالرغم من عديد الشكاوى والمراسلات التي رفعوها، أين عبر المشتكون عن تذمرهم من عجز المجلس المنتخب الحالي لبلدية بوقرة على احتواء الأوضاع على مستوى منطقتهم والتي زادت تعفنا نتيجة الصمت المطبق من طرف المجلس الذي عطل التنمية حسبهم بإعتماده على مبدأ الأفضلية في تمرير المشاريع التنموية مشكلة الطريق تنغص حياة السكان تعبيد الطريق الرئيسي والوحيد في مقدمة مطالب قاطني دوار الغوالم بعد أن تحول إلى هاجس يؤرق مستعمليه الذين اشتكوا مرات عديدة من تدهور الطريق المتواجد في حالة جد كارثية، إلا أن الوضع بقي على ماهو عليه كونه لا يزال عبارة عن أرضية ترابية يصعب المرور عليه سواء صيفا أو شتاء، وأوضح أحد السكان الناقمين على الوضع أن الطريق لم يشهد منذ سنوات أية عملية صيانة، الأمر الذي زاد من سوء حالته بانتشار الحفر والمطبات على طولها كون أجزاء كبيرة منه عبارة عن مستنقعات مائية تتجمع فيها الأمطار مشكلة بركا صعبت على السكان العبور منها سواء بالسيارات وعلى الأقدام خاصة الأطفال المتمدرسين حسبهم الذين يضطرون التوقف خلال فصل الشتاء عن الدراسة لأيام لأنه يستحيل الخروج من عتبات المنازل سوى على متن الحمير والجرارت إذا حتمت الطوارئ. الربط بالغاز الطبيعي من أهم مطالبهم يتحدث سكان الدوار بمرارة كبيرة عن إنشغال غاز الطبيعي مفيدين بمرور أنبوب الغاز لمسافة قصيرة عن منطقتهم ويؤكدون بأن هناك دواوير بإقليم البلدية زود سكانها بغاز الطبيعي رغم صعوبة تضاريسها، ويعتبرون ذلك إقصاء وتهميش ممارس عليهم منذ مدة طويلة مشيرين بوصول سعر القارورة الواحدة لغاز البوتان وقت تساقط الثلوج إلى 500 دج مع ندرة كبيرة في توزيع هذه المادة بفعل صعوبة الوصول إلى الدوار شتاء بسبب رداءة الطريق الذي يربط الدوار بالمناطق المجاورة والذي يتسبب في عزل المنطقة وعدم تمكن الموزعين من الوصول إليها مما يجبر العائلات الي إستعمال الحطب في التدفئة وحتى إستعماله في الطبخ. ماء الشروب الحلم الذي تأخر ومن بين النقائص الكبيرة التي تعاني منها هذه المنطقة عدم توفر مياه الشرب ماجعل العائلات يدفعون الثمن باهظا، للحصول على قطرة ماء في الوقت الذي عجزت المصالح المعنية عن إيجاد الحلول للوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال، وأمام محنة الحصول على هذه المادة الحيوية يقول السكان بأنهم عانوا الأمرين من العطش خاصة أوقات الحر، الأمر الذي حتم عليهم إقتناء صهاريج بمبالغ مالية باهظة أثقلت كاهلهم، فيما يلجأ البعض الى الوسائل البدائية مثل الدواب والدلاء البلاستيكية من أجل التزود بهذه المادة الحيوية وهذا ما يتنافي مع توصيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بخصوص القضاء نهائيا على هذه المظاهر البدائية وعليه توجه قاطنو دوار الغوالم نداء إستغاثة للسلطات الولائية وعلى رأسها المسؤول الأول درامشي محمد الأمين بالتدخل العاجل لفك العزلة عنهم وإخراجهم من دائرة المعاناة التي يعيشونها منذ عقود من خلال منحهم رصيدهم من المشاريع التنموية الريفية والتقيد بتعليمات رئيس الجمهورية القاضية بإعطاء أولوية للمناطق الريفية النائية والتي أصبحت تعرف الآن بمناطق الظل للنهوض بها وتحسين وضعية معيشة سكانها.