سجلت مدينة بريكة مؤخرا تعديا صارخا على منطقة "طبنة" الأثرية التي تتواجد على مستواها، وذلك عقب انطلاق مشروع عمراني لبناء سكنات ترقوية مدعمة على نفس المساحة التي تشغلها الآثار . أثارت هذه الخطوة استياء عدد من سكان مدينة بريكة، على غرار المجاهدين، والمهتمين بالتاريخ، حيث أعربوا عن امتعاضهم وتذمرهم الشديد إزاء هذا التعدي على عراقة منطقة يعود تاريخ آثارها إلى العهد الروماني. وذكر السكان المنتفضون إزاء ما تشهده منطقتهم الأثرية الواقعة على مستوى الطريق الرابط بين بلديتي أمدوكال وبريكة وتحديدا مقابل الملحقة الجامعية، أن بناء سكنات حديثة على أنقاض ماض توارثته الأجيال عبر قرون، جرم تاريخي يوجب تدخل السلطات المحلية والمركزية على مستوى الولاية، لإيقاف أشغال المخطط الخماسي الجارية، وانتشال هذا الأثر الهام من بين براثن التهميش. وشهدت "السلام" خلال الجولة التي قامت بها إلى المنطقة، تحطم بعض أجزاء الموقع الأثري، جراء الأشغال التي تمت على أرضه، إضافة إلى تكسّر قطع من المنحوتات والفخّار الأصلي الراجع إلى العهد الروماني، في وقت أوصت خلاله وزارة الثقافة بضرورة حفظ المواقع الأثرية على مستوى كامل التراب الوطني. ومن جهته، لم يقف الديوان الوطني للتسيير واستغلال وحماية الممتلكات الثقافية والمركز الوطني للبحوث في علم الآثار بالعاصمة، مكتوف اليدين أمام هذا التعدي التاريخي، حيث تم إيفاد لجان خاصة للتحقيق في الواقعة، أوقفت بدورها أشغال البناء لحين الانتهاء من التحقيق. للإشارة، وفي ظل توقف الأشغال بشكل مؤقت إلى حين استكمال التحقيق على مستوى موقع "طبنة" الأثري، طالب سكان المدينة بضرورة إنشاء متحف خاص بها للحفاظ على ماض عريق يعود إلى عهد الإمبراطور الروماني ترايانوس.