كشفت الآنسة جقريف غنية مسؤولة مصلحة حفظ التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية سكيكدة، ل ''المساء''، أن هذه الأخيرة ستقوم عن قريب بتصنيف الخزان الروماني باسطورة الذي يعود إلى الفترة الرومانية الأولى، والذي يوجد في وضع كارثي للغاية بفعل عوامل الزمن والإنسان معا، وذلك بعد حل إشكالية العائلة التي ما تزال تقطن بداخله من جهة، ومن جهة أخرى، تحويل حظيرة البلدية التي تحتل جزءا منه إلى مكان آخر. وأشارت المتحدثة إلى أن خزاناتا سطورة الرومانية الثلاثة تعد من بين أهم المعالم الأثرية التي تزخر بها سكيكدة، والتي هي عبارة عن مواضع لتخزين المياه تم إنجازها خلال الفترة الرومانية مباشرة بعد استقرار الرومان بسكيكدة حوالي 44 ق. م. مضيفة بأنه يوجد بسكيكدة 19 خزانا رومانيا ثلاثة منها كبيرة باسطورة و08 آبار رومانية أخرى بالجهة العلوية سطورة و07 آبار رومانية تقع بمرتفعات مدينة سكيكدة، بينما يتواجد بمنطقة عين الرومان بفلفلة خزان روماني واحد. مؤكدة أن تلك الخزانات التي أقامها الرومان لتجميع مياه الأمطار ذات قيمة أثرية وأهمية تاريخية لا يمكن تجاهلها على الإطلاق، خاصة وأنها لا تتواجد إلا بولايتي سكيكدة وبجاية، إنها تعرفنا بعدد سكان سكيكدة أثناء تلك الحقبة وتبرز الأهمية التي كان يحتلها ميناءا سطورة آنذاك، كما تكشف أن المنطقة خلال التواجد الروماني لم تكن تعاني من أزمة المياه. وفي سياق متصل، كشفت المسؤولة بأنه تم في إطار برنامج 2010 الخاص بعملية تثمين المعالم الأثرية بولاية سكيكدة، إدماج الخزانات الرومانية، كما سجلت الوزارة عمليات استعجالية تتمثل في ترميم هذه الأخيرة إلى جانب بعض المواقع الأثرية منها الموقعان الأثريان ''بارسيانيس'' الذي يعرف بالآثار الرومانية المقدسة التي تتواجد بمحاذاة شاطئ قرباز ببلدية فلفلة في الجهة الشرقية من مدينة سكيكدة. وحسب المتحدثة، فإن هذا الموقع الذي يعود إلى الفترة الرومانية حسب قطعة الفسيفساء ذات الأشكال الهندسية والألوان المختلفة التي تم العثور عليها بنفس المكان، تؤكد بأن هذا الموقع الذي يتشكل من مجموعة من الحجارة المنحوتة والمتناثرة على مساحة 04 هكتارات مع وجود بناية رومانية متهدمة وآثار واضحة للجدران والحجارة المنحوتة، إلى جانب قطعة الفسيفساء وبعض الأجزاء الفخارية وعمود من الرخام، ويرجح أن يكون الموقع معبدا رومانيا يتواجد داخل تجمعات عمرانية قديمة في شمال إفريقيا. أما الثاني فهو الموقع الأثري لعين أغراب الواقع ببلدية رمضان جمال بمزرعة بوسكين في الجهة الشرقية من البلدية، وهو عبارة عن موقع أثري قديم وجدت به حجارة منحوتة ومعاصر رومانية للزيتون وغرف تحت الأرض مفتوحة على بعضها البعض. وإلى جانب إخضاع الموقع للترميم أشارت المتحدثة إلى أنه تقرر برمجة عمليات مستعجلة للقيام بتنقيبات أثرية على محيط الموقع من أجل معرفة ماهيته، وكذا رفع الحجارة الأثرية ونزع منها الأتربة والأشجار الضارة وترميم ما يمكن ترميمه...
مشروع سكني يحطم مقبرة رومانية بأمجاز الدشيش وفي سياق آخر، تأسفت مسؤولة مصلحة حفظ التراث الثقافي بمديرية الثقافة للولاية للوضع الكارثي للغاية، الذي أضحت تتواجد عليه المقبرة الرومانية المتواجدة على مستوى بلدية أمجاز الدشيش بسبب إقدام البلدية على برمجة مشروع لإنجاز سكنات، مما أدى إلى تحطيم كلي للمقبرة الرومانية بكل مكنوناتها، وهذا على الرغم من التعليمات التي تمنع القيام بمشاريع داخل المواقع الأثرية. مضيفة أن المجلس البلدي السابق سبق له وأن برمج مشروعا لإنجاز سكنات اجتماعية على مستوى هذه المقبرة الرومانية التي تم اكتشافها سنة ,2002 لكن البلدية خلال تلك الفترة بعد أن تم إعلامها بأهمية الموقع الأثري قامت بتغيير مكان إنجاز المشروع السكني، بخلاف البلدية الحالية كما قالت التي لم تراع ذلك فبرمجت مشروعا سكنيا آخر بذات الموقع... ليؤكد لنا نفس المصدر، الجهود الكبيرة التي تبذلها مديرية الثقافة الحالية، من أجل إعادة الاعتبار لكل المعالم الأثرية المتواجدة بالولاية، بما في ذلك الاهتمام بالتراث المادي واللامادي.