تعيش الجمعيات المهتمة بالتراث والآثار بولاية باتنة، وعدد من الباحثين والمؤرخين والدارسين لمختلف الحضارات التي اتخذت قديما من منطقة الأوراس وما جاورها مهدا لها، حالة من التنديد والغليان بسبب ما وصفوه بالانتهاك الصارخ للذاكرة الجماعية والتأصيل الحضاري لمنطقة بريكة، والموقع الأثري طبنة تحديدا. وقد أطلقت مجموعة من الشبان المثقفين أيضا نداءات إلى السلطات المحلية والمسؤولن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ناشدت الجمعيات رسميا المصالح المعنية بوقف الأشغال التي تجري بالطريق الرابط بين بريكة وامدوكال بالموقع الأثري طبنة، لمشاريع سكنية بمختلف الصيغ استفادت منها مدينة بريكة في إطار المخطط الخماسي الجاري، حيث بدأت الأشغال مقابل الملحقة الجامعية لإنجاز هذه السكنات في مكان يحوي إرثا أثريا كبيرا. وما زاد من استغراب المشتكين من إهمال تاريخ المنطقة، هو تحطيم بعض محتويات الموقع الأثري بسبب الأشغال، وهو ما تدل عليه بقاياه مثل الصخور والحجارة المنحوتة والفخار الأصلي الذي يرجع إلى الحقبة الرومانية. وأكد المشتكون أن وزارة الثقافة مطالبة بالتدخل العاجل من أجل إعداد آليات حفظ مختلف التحف الأثرية وإنشاء متحف يليق بها، يكون منارة لتعريف الأجيال القادمة بتاريخ المنطقة عوض طمسه بمشاريع كان يمكن أن تجد أوعية عقارية أخرى لتجسيدها، خصوصا أن مدينة بريكة لا تحتوي أزمة في العقار. يذكر أن مدينة طبنة تعود إلى عهد الإمبراطور الروماني “ترايانوس”، وقد مثلت منشأة عسكرية منذ تأسيسها في ذلك العصر، حسبما ترويه كتب التاريخ.