عندما دخلنا بيته تأكدنا أن للجزائر أبناء أحبوها فعلا.. تركوا فائض المصالح وهامش الثراء خلفهم واستماتوا في التضحية لأجلها حقا.. وأدركنا أن الصورة الذهنية التي تكونت في مخيلة جيل الاستقلال بسبب بعض المستفيدين من الريع باستغلال الماضي الثوري، ليست دائما صحيحة، بل وقد تكون أحيانا مضللة عندما تضع الجميع في سلة واحدة. ^ يقال أن هواري بومدين، طلب من عبد الحفيظ بوصوف إلحاق “المالغ” بقيادة الأركان، فكان رد بوصوف أن الوزارة كلها في خدمة القيادة لكنه سيظل على رأسها. هل كنت شاهدا على هذه الواقعة، وقد كنت على تماس مباشر بالرجلين بومدين وبوصوف؟ كان بومدين متعاطفا مع بوصوف، وكان بوصوف متعاطفا مع بومدين. ^ ألم يكن بينهما خلاف؟ الخلاف موجود، لكن بوصوف كان متعاطفا مع بومدين، وهو من اقترح تعيينه قائدا عاما لجيش التحرير الوطني، فعندما كان عبد الحفيظ بوصوف مسؤولا عن الولاية الثالثة، قدم هواري بومدين من مصر بباخرة محملة بالسلاح، ونشط على المستويين التنظيمي، والقيام بعمليات ضد العدو، وهذه من جملة الأسباب التي جعلت بوصوف يقترحه قائدا عاما للجيش. ^ ما طبيعة الخلاف بين الرجلين إذن؟ الخلاف جوهري لأن بوصوف ينتمي إلى الحكومة المؤقتة التي اتخذ مسؤولوها لخضر بن طوبال، وعبد الحفيظ بوصوف، وكريم بلقاسم بالإضافة إلى بن يوسف بن خدة رحمه الله كرئيس للحكومة المؤقتة، قرارا، أثناء مفاوضات إيفيان، بعزل بومدين مباشرة بعد إعلان الاستقلال، وطبعا قوة بومدين كانت في الجيش الذي رفض الامتثال لقرار الحكومة المؤقتة، مشكل بوصوف وقد تحدثت معه فيما بعد، أنه لم يشأ الانفصال عن جماعته في الحكومة المؤقتة رغم أنه كان متيقنا من انتصار بومدين. ^ هل كان ارتباطك المباشر مع قيادة الأركان أم مع الحكومة المؤقتة؟ كنت على ارتباط مع الجيش وبومدين وجماعة الحدود. وعندما وقع الخلاف بقيت مع بومدين. ^ هل كنت في المغرب عندما اغتيل عبان رمضان؟ كنت في المغرب، ولكنني لم اسمع بحادثة الاغتيال وقتها. جيء به إلى المغرب للاتصال بالملك محمد الخامس، كما سمعت لاحقا. واغتيل هناك بسبب خلاف بينه وبين مسؤولي الحكومة المؤقتة، كان عبان رمضان رحمه الله، شخصية قوية، ومن الصعب العمل معها. كان قاسيا في أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter