تفتح «السلام» في هذا الركن من صفحاتها “الشاهد”، ملفات مثيرة عبر شهادات حية لأحداث تاريخية كان أصحابها فاعلين ومؤثرين في مسارها. وتستضيف في أولى أعدادها أحد أهم مهندسي دور الجزائر في دعم حركات التحرر في العالم، الإطار السابق في جهاز الأمن العسكري الحاج محمد الطاهر الذي يكشف في شهادته الخاصة تفاصيل وقضايا هامة تتعلق بعلاقة الجزائر بملفات شائكة كالملف الفلسطيني، والملف اللبناني، وملف الصحراء الغربية، وسنفرد لكل واحد من هذه الملفات جزاء خاصا ينقل فيه ضيفنا شهادته باعتباره مسؤولا سابقا في مكتب الدعم العسكري لحركات التحرر في العالم، وكان له دور متقدم في الإتصالات السرية مع مختلف تنظيمات حركات التحرر، كما أنه كان شاهدا على عدد من الأحداث التاريخية الهامة كالحرب الأهلية في لبنان بين أعوام 1975- 1980، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وساهم بشكل محوري في عملية تحرير الرهائن الأمريكيين في لبنان، وفي تسوية عمليات خطف الطائرات الإسرائيلية عام 1969، والأمريكية عام 1985، والكويتية عام 1988، وشارك بالتنسيق مع الإطار السابق في الأمن العسكري، ووزير الداخلية الحالي محمد يزيد زرهوني. في تسيير ملف دعم حركة البوليساريو . ويتحدث الشاهد في الحلقة الأولى من الجزء الأول الذي بين أيدينا، عن أسرار العلاقة بين الجزائر ومختلف التنظيمات والفصائل الفلسطينية، ويروي تفصايل علاقته الشخصية مع القيادات الفلسطينية، وشهادته عن الأحداث التي كان رما طرفا فيها زو مجرد شاهد عليها، كما يلقي الضوء على دور الجزائر في تنفيذ عدد من العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيوني منها عملية اختطاف الطائرة الإسرائيلية من قبل مجموعة وديع حداد . تمسكت الجزائر منذ استقلالها بمبدإ دعم حركات التحرر في العالم، فكيف تجسد دعمها للثورة الفلسطينية خاصة في بداياتها؟ - قال الحاج محمد الطاهر، وهو يستطلع أفق التاريخ : لقد كانت الجزائر كما يعرف الجميع، هي موطن ولادة إعلان الاستقلال الفلسطيني، وهي في الحقيقة البلد الذي ولدت فيه الثورة الفلسطينية، قبل إعلان 1988 بسنوات طويلة وكما تعلمون الكل يتحدث عن تاريخ الأول من جانفي عام 1965 كانطلاقة للثورة، ولكن الإعداد للثورة الفلسطينية كان قبل ذلك بنحو ثلاث سنوات. فقد عرفت الشهيد خليل الوزير أبو جهاد سنة 1963 عندما كان مع المعلمين الذين جاؤوا للتدريس عندنا. ومع الشهيد كانت جماعة من الفلسطينين هي التي شكلت النواة الأولى لحركة فتح. ولم