تعيش فرنسا حالة طوارئ قصوى بعد فرار الإرهابي الجزائري سعيد عريف المعروف باسم «عمر غريب» أحد أبرز نشطاء القاعدة في المغرب الإسلامي ومحرك التجنيد على مستوى التنظيم أول أمس من مركز الإقامة الجبرية في ضاحية «بريود» شرق باريس . وسارعت الشرطة الفرنسية بعد تفطنها لتغيب سعيد عريف صباح أمس عن عملية التوقيع الروتينية على وثيقة إثبات التواجد التي يقوم بها صباح كل يوم على الساعة التاسعة بمغفر شرطة بلدية «بريود» الصغيرة، كإجراء وقائي عقب محاكمة القضاء الفرنسي لسعيد في إطار محكمة مكافحة الإرهاب، بعدما سلمته السلطات السورية بدمشق في ال 17 جوان من سنة 2004 إلى نظيرتها الفرنسية بعدما أصرت على عدم تحويله إلى الجزائر، إلى تفقد وتفتيش شقته التي كان يقيم فيها بالفندق المركزي لهذه الضاحية الهادئة، ليكتشفوا بعد استفساراتهم مع إدارة الفندق ومصلحة الاستقبال أن سعيد لم يحضر كعادته من صباح كل يوم لتناول فطوره، حيث أكدت في السياق ذاته مصادر من محيط الفندق هروب سعيد على متن سيارة سياحية من نوع سيتروين C3 رمادي اللون سرقها من حظيرة السيارات التابعة للفندق الذي كان يقيم فيه. وتأتي هذه الحادثة التي دقت على إثرها السلطات الفرنسية نواقيس الخطر، في وقت جهر فيه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على لسان زعيمه عبد المالك دروكدال بضرورة استهداف المصالح الفرنسية في مختلف أنحاء العالم، ما يلوح ببوادر أن تكون للتنظيم يد في عملية فرار سعيد عريف أحد أقدم نشطائه وفق ما يروج في وسط المتتبعين للوضع الأمني في فرنسا، هذا كما طفت على السطح معطيات أخرى تقول بإمكانية تورط عريف في الهجوم الإرهابي الذي استهدف أول أمس السفارة الفرنسية بمصر، من خلال تجنيد أحد تلاميذه الكثر بالمنطقة، علما أن سعيد كان أبرز نشطاء رجال القاعدة الذين عكفوا في وقت سابق على تجنيد الشباب في الشيشان وأفغانستان.