انتهت دراسة أعدها المعهد الأمريكي ''كارنيجي'' مع نهاية السنة، إلى الجزم بأن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعاني من حرج كبير، جراء فشله في الوفاء بالتزاماته التي أعلن عنها حين اقترح خدماته على التنظيم العالمي بقيادة أسامة بن لادن.وتحت عنوان ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحد جزائري أم تهديد عالمي''، جزم صاحب الدراسة الفرنسي بيار فيليو والخبير في الجماعات الإرهابية بأن تنظيم الإرهابي عبد الملك دروكدال المدعو أبومصعب عبد الودود يعاني ضغوطا شديدة من قبل تنظيم القاعدة المركزي لحمله على الارتقاء إلى مستوى الالتزامات التي تعهد بها عند إعلان انضمامه إلى التنظيم العالمي. وأرجع بيار فيليو العطالة التي يعاني منها تنظيم دروكدال، ابتداء، إلى جهود الجزائر في تعقب جيوب التنظيم داخليا وخارجيا، ثم انتقل إلى إحصاء الضربات الموجعة التي تلقاها تنظيم القاعدة في العراق، معتبرا ذلك سببا جوهريا في تجفيف منابع تجنيد الشباب الجزائري داخل صفوف التنظيم، مما أثر -برأي صاحب الدراسة- على جماعة دروكدال بشكل ملحوظ وحال دون انسجامها مع هدفه في التربع على عرش النشاط الإرهابي للقاعدة في منطقة المغرب العربي أن أغلب الشباب الذين اعتقلوا في اسبانيا وفرنسا بين 2005 و2007 كانوا يقصدون التوجه إلى صفوف ما سمي حينها بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومنها إلى العراق، مما أثر -حسب الدراسة- على تنظيم دروكدال سواء من حيث تجنيد العنصر البشري الخارجي أو حتى الداخلي، مؤكدة أن الغالبية القصوى من الشباب الجزائري يرفضون الأجندة الداخلية لتنظيم دروكدال بينما يمكن أن يتأثروا بادعاءاته الخارجية التي يدّعي فيها معاداة ما أسماه ''الصليبية العالمية''. وخلصت دراسة المعهد الأمريكي المهتم بالشؤون الأمنية والاستراتيجية، إلى القول إن تراجع تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال لم يتسبب فيه انهيار مشروع القاعدة العراقي فحسب، بل كان للاعتداءات الإرهابية المرتكبة في حق الجزائريين والتي ادّعى دروكدال في بياناته أنها تستهدف الأجانب، دورا حاسما في تقليص وعاء التجنيد للتنظيم المذكور. وفي هذا الشأن، أكد صاحب الدراسة أن دروكدال يتعمد في بياناته الكذب بالادعاء ''أن ضحاياه من الأجانب بينما الحقيقة أن الغالبية القصوى لهؤلاء هم من المسلمين''، يقصد الجزائريين. كما اعتبرت الدراسة الأمريكية، أن انضمام الجماعات الإرهابية في كل من ليبيا والمغرب وموريتانيا إلى التنظيم المركزي دون إعلان الولاء لدروكدال شكل ضربة قاصمة لظهر التنظيم الجزائري، الذي لازال يفتقر للمصداقية محليا رغم محاولات المرافقة الأولى ويذكر منها قتل الدبلوماسيين الجزائريين من قبل الارهابي أبو مصعب الزرقاوي ''كمهر'' لزواج المتعة بين تنظيم دروكدال والقاعدة مركزيا. وتنتهي الدراسة إلى الإشادة بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب وقدرتها على الحيلولة دون تحقيق ما يسمى ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' لأهدافها العالمية رغم تشبثها بذلك وحضورها الإعلامي المكثف الذي اقتصر على المواقع الإلكترونية، مما جعل من هذا التنظيم ''ظاهرة إعلامية'' مثله مثل تنظيم الظواهري وبن لادن.