نصل في هذا العدد إلى الجزء الأخير من شهادة المجاهد لخضر بورڤعة، وفيه يكشف عن أسرار لقاء سري تم في وزارة الدفاع الوطني، جمعه بكل من وزير الدفاع السابق خالد نزار، ورئيس الحكومة السابق سيد أحمد غزالي، قبل تعيين المرحوم محمد بوضياف رئيسا للجزائر خلفا للشاذلي بن جديد. ويتحدث عن ظروف تأسيس الأفافاس، وظروف سجنه في مرحلة الرئيس الراحل هواري بومدين، وعلاقته بوزير الداخلية الأسبق أحمد مدغري وتفاصيل أخرى مثيرة. أعدت مرة أخرى إلى سجن سيدي الهواري في وهران، بتاريخ 27 أكتوبر 1968، وتنقلت فيه من زنزانة إلى أخرى، القاسم المشترك بينها هو الظلام الدامس. قضيت سنة في هذا الظلام قبل أن أجد نفسي أواجه محاكمة عسكرية تتكون هيأتها من تشكيلة غريبة تجمع بين قدماء جيش التحرير وعملاء فرنسا، أصدرت المحكمة العسكرية حكمين في حقي. عشرون سنة بتهمة المشاركة في حركة 11 ديسمبر 1967، والثاني عشر سنوات بتهمة التورط في مخطط كريم بلقاسم وانتمائي لحركته. لم تتم مدة الحكم المقررة ب30 سنة، وخرجت من السجن عام 1975. فهل جاء العفو بناء على طلب منك؟ كنت أعاني في سجن تيزي وزو من أزمة صحية شديدة. رفضت مؤسسة الدرك الوطني تحمل مسؤولية نقلي إلى المستشفى، في حين ارتضى محافظ الشرطة المركزي صالح فيسبة، تحملها على عاتقه وتم تحويلي إلى عيادة الشرطة في حي ليغليسين بالعاصمة، ووضعت في الطابق الخامس. أجريت عمليتين في عملية واحدة، كان وضعي سيئا، حسب تقرير الأطباء الذين أشرفوا على علاجي منهم حاجيات موجود حاليا في وهران وبن بلقاسم، أكدا فيه أن إمكانية شفائي ضئيلة جدا. جرت احتفالات الفاتح نوفمبر 1974، بينما كنت في العيادة الطبية. وفي هذه الأثناء رفعت بعض ملفات المساجين منهم ملفي إلى وزير الداخلية، وقتها أحمد مدغري، للبحث في إمكانية دراستها ضمن نطاق الحالات التي سيتم إعلان العفو عنها في 11 نوفمبر 1974. ولكن مدغري، كما علمت لاحقا، غضب غضبا شديدا عندما اطلع على بعض الملفات من بينها ملفي وغادر المكان قائلا إنه غير مستعد لدراسة ملفات المجرمين. في هذه الأثناء، رفع أحد الأشخاص من وزارة العدل تقريرا يتساءل فيه عن مكان وجودي، وعندما علم صالح فيسبة، الذي يمكن أن أعتبره صديقا بالأمر استحى أن يكلمني بنفسه فأرسل إلي أصدقاء قدماء هم البروفيسور رحموني من أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter