أرسلت مبعوثين لاصطحاب قائد الانقلاب إلى أرض المعركة حيث كنت ثم تنقلنا إلى مدينة العفرون للحصول على الوقود فلم نعثر إلا على القليل منه فاتجهنا إلى مدينة الحجوط، وأخرجنا أحد أصحاب المحطات من منزله لتزويدنا بالوقود اللازم. كانت تحركاتي هذه على خلفية ما أخبرني به الطاهر زبير من أن اتفاقا جرى بينه وبين شخصيات أخرى ستقوم بتصريحات مساندة للانقلاب. كان محمد الصالح يحياوي إحدى هذه الشخصيات. توجه ليلة الانقلاب رفقة سائقين إلى منطقة ببشار، وكان من المقرر أن يدلي، حسب الاتفاق بينه وبين زبيري، بتصريح في تلك المنطقة القوية عسكريا. خرجنا من حجوط، وفي منطقة حمام ريغة بقينا ننتظر تصريح محمد الصالح يحياوي وجاء مخيبا للآمال لأنه انقلب على الاتفاق وصرح بعكس مضمونه. وفي الوقت نفسه، ألقى هواري بومدين في اجتماع له مع إطارات الدولة، بنادي الصنوبر، كلمة سمعناه عبر الراديو، ولازلت أحفظ منها عبارة: “علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني”. وعلمنا عبر الراديو أيضا، أن محمد الصالح يحياوي انعطف إلى وهران لمقابلة الشاذلي بن جديد بدل الاتجاه مباشرة إلى بشار، ولعله وقف في طريقه على وضع الوحدات المساندة للطاهر زبيري، فغير موقفه. علمنا أنت محمد الصالح يحياوي طلب من الشاذلي بن جديد الاتصال بهواري بومدين لإخباره بموقفه المعارض لحركة الانقلاب. فما كان أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter