كان العميد مازوزي بلقاسم، رحمه الله قائد الفيلق التاسع مشاة ميكانيكية، وكان قائد اللواء الثامن المدرع هو الوزير المنتدب حاليا لدى وزير الدفاع عبد المالك ڤنايزية. في هذه المرحلة كما أسلفت، كنا تنتظر ترسحينا بعد انتهاء فترة الخدمة الوطنية، ولكن فجأة اندلعت الحرب وعرفنا بأن القيادة قررت إرسال اللواء الثامن المدرع للمشاركة في الحرب فتوكلنا على الله. كان اللواء الثامن أحسن وحدة في الجيش الوطني الجزائري، وحدة متماسكة قوية تتمتع بروح وطنية عالية ولا أحد يشك في وطنيتها، وكان أي تحرك للواء الثامن يثير المخاوف لدى بعض جيراننا لدرجة دخولها في حالة طوارئ. كان عناصر اللواء يتمتعون بروح معنوية ووطنية وانضباطية عالية لا أحد ينازعهم فيها. ومن بين عناصره أذكر اللواء مجاهد اللواء بوغابة، العميد مازوزي بلقاسم، قائد الناحية العسكرية الثالثة الباي وضباط آخرون. كيف جرت عملية التحضير لالتحاقكم بالجبهة المصرية للمشاركة في حرب 1973؟ تابعنا بداية الحدث في سنة أكتوبر 1973 عبر التلفزيون، ثم أخبرتنا القيادات بقرار المشاركة في الحرب وأعلنت حالة الطوارئ، وكما نعلم فإن الرئيس الراحل هواري بومدين، كان قد أعلن عام 1967 بأن الجزائر في حالة حرب مع إسرائيل. في 7 أكتوبر تحديدا، جهزنا بأسلحة جديدة وحضرنا دباباتنا. نحن الجزائريون متفوقون في هذا الأمر نستطيع أن نكون جاهزين في يوم واحد، بقي أن نودع أهالينا وعندما أخبرناهم ثمة من زغرد، واستقبل الجميع الخبر برضا حتى البعض ممن كان لديه مانع من الالتحاق بالجبهة أو تعذر عليه ذلك لمرض أو ما شابه ذلك، تحسر لتأخره عن الجهاد، فالقضية كانت قضية جهاد مقدس، كنا وقتها قد خرجنا للتو من الثورة التحريرية المجيدة المظفرة وما زالت روحها متجذرة فينا ولم يرتح المحاربون من حرب التحرير حتى جاءت الحرب مع اليهود، والجزائري كانت يتمنى أن يحارب اليهود من أحب أحب ومن كره كره، أنا شخصيا قلت في نفسي عليّ أن أقتل عشرة يهود قبل أن أستشهد، وحاولت جهدي أن أستشهد وأن أقتل قبلها ما استطعت من العناصر الإسرائيلية، كل الجزائريين الذين شاركوا في الجبهة المصرية كانوا ينشدون الشهادة، ولا أحد يمكنه أن يقول غير ذلك. انطلقنا على الطريق البري بأسلحتنا ومدرعاتنا متجهين نحو مصر عبر تونس فليبيا. استقبلنا التونسيون بترحاب كبير وكانوا يهتفون لنا أجلبوا لنا/spa