تعرف الشوارع والمحاور الرئيسية لمدينة سطيف، فوضى عارمة في حركة المرور التي تعتمد على مخطط قديم لم يتجدد منذ أزيد من أربعة عقود كاملة رغم التوسع العمراني المتنامي الذي عرفته عاصمة الولاية منذ مطلع الثمانينيات، والذي أدى بطبيعة الحال إلى تزايد عدد السكان الذي يصل حاليا إلى نحو 420 ألف ساكن بعدما كان لا يتعدى خلال ذات الفترة ال50 ألف ساكن. وقد أدى هذا الوضع إلى بروز أزمة خانقة وغير مسبوقة في حركة السير لا تقتصر على ساعات الذروة فحسب بل أصبحت ملازمة لها طوال ساعات اليوم، في ظل تدهور حالة العديد من الطرقات وغياب حظائر التوقف فضلا عن انتشار الباعة المتجولين الذين زادوا للطين بلة. وتتجلى هذه الظاهرة التي أضحت لا تطاق وبصفة أخص على مستوى الشوارع الرئيسية للمدينة، على غرار شارع أول نوفمبر و08 ماي 45 العابرين لوسط المدينة إلى جانب محاور المنطقة الحضرية السكنية الجديدة وباب بسكرة وشارع الشيخ العيفة والمحور المؤدي للمنطقة الشمالية للولاية الذي يعرف حركة مرور خانقة، حيث تعبره يوميا -حسب معطيات مصالح مديرية النقل- أزيد من 70 ألف مركبة من مختلف الأنواع والأحجام. ورغم الجهود التي ما فتئ يبذلها أعوان الأمن الوطني المكلفون بتنظيم حركة المرور لا سيما على مستوى المحاور الهامة، إلا أن الوضع يكاد يكون غير قابل للتحكم بفعل الكم الهائل من المركبات التي تجوب يوميا شوارع وساحات المدينة والتي يفوق عددها المليون مركبة، الأمر الذي يستوجب الاسراع في وضع مخطط مرور عملي يراعي مجمل هذه المعطيات بما فيها الزيادة المطردة سواء بالنسبة لعدد السكان وكذا الزوار والمركبات التي يقدم عدد معتبر منها من خارج المدينة نظرا للحركة الاقتصادية والاجتماعية التي أضحت تميز عاصمة الهضاب العليا. ويذكر أن مكتب دراسات فرنسي مختص، كان قد أمضى اتفاقية قبل سنوات مع مصالح البلدية لانجاز وإعداد مخطط للمرور، إلا أن جملة من العوامل بما فيها التكلفة حالت دون ذلك حيث بقي الوضع على حاله بل تفاقم في الآونة الأخيرة مما زاد من معاناة أصحاب المركبات والراجلين معا والذين يجدون صعوبة في التنقل إلى وسط المدينة.