تشهد مدينة العلمة، شرق ولاية سطيف، طيلة أيام الأسبوع اختناقا غير مسبوق في حركة المرور؛ بفعل تدفّق آلاف المركبات بمختلف أنواعها وماركاتها إلى جانب حافلات النقل الحضري، التي زادت الطين بلة، الأمر الذي بات يشكل هاجسا يؤرق يوميات المواطنين. استنادا على المعطيات المتوفرة لدى مصالح البلدبة فإن زهاء مائتي ألف سيارة ومركبة تتوافد يوميا على المدينة، منها حوالي 50 ألف مركبة يؤم أصحابها سوق دبي المعروف بنشاطه التجاري المتزايد، والذي أضحى يشكل وجهة مفضَّلة لآلاف المواطنين من مختلف مناطق الوطن، وحتى العديد من سكان دول الجوار، وعلى رأسها دولة تونس. ورغم الجهود التي ما فتئ يبذلها أعوان الأمن الوطني لتنظيم حركة المرور عبر أهم شوارع المدينة إلاّ أن تنامي حظيرة المركبات وتنقّل هذه الأخيرة من حي لآخر، خاصة على مستوى نقاط البيع المتناثرة هنا وهناك، ما زاد من حالة الاكتظاظ وصعّب في نفس الوقت، مهمة التحكم في حركة السير، التي أضحت خارج التغطية، لا سيما في أوقات الذروة؛ فسواء على مستوى المحور الرئيس المؤدي إلى سوق دبي أو محاور السوامع وقوطالي وثابت بوزيد، فإن الوضع بات لا يطاق؛ حيث الطوابير اللامتناهية طوال ساعات النهار؛ مما يزيد من توتر الأعصاب، ويفضي في بعض الأحيان إلى مناوشات بين السواق والمارة. ولعل ما زاد من تفاقم الوضع، كما أقرت به المصلحة التقنية للبلدية، اهتراء شبكة الطرقات خاصة على مستوى أحياء السوامع وهواري بومدين وبورفرف وثابت بوزيد، والتي أضحت في حالة متقدمة من التدهور؛ مما صعّب من مهمة السواق، الذين يجدون صعوبة كبيرة في اجتياز شوارعها وطرقاتها؛ مما يضاعف بلا ريب من حالة الاكتظاظ والتباطئ في السير. وفضلا عن ذلك فإن الانتشار الواسع للباعة الفوضويين لا سيما على مستوى محيط وحوافي الطرقات والأزقة المؤدية إلى سوق دبي التجاري زاد من صعوبة مهمة أصحاب المركبات، الذين يضطرون في بعض الأوقات لركنها وسط هذه الطرقات لفترة قد تصل إلى ساعة كاملة، الأمر الذي يساهم في تعطل مصالح المواطنين. كما أن النقص الملحوظ في عدد حظائر توقف السارات لا سيما على مستوى النقاط والمواقع الرئيسة للمدينة، ضاعف من حالة الاكتظاظ بحثا عن موطئ قدم لركن المركبات، خاصة في الفترة الصباحية التي تمج بالحركة الدؤوبة والتوافد الكبير للزوار من مختلف مناطق الوطن، كما سبقت الإشارة إليه. ومما يشار إليه أن مدينة العلمة ثاني أهم تجمّع سكني بعد عاصمة الولاية سطيف، أضحت في السنوات الأخيرة قطبا تجاريا واعدا بفضل سوق دبي الذي تعدّت شهرته حدود الوطن؛ حيث يؤمّه آلاف الزوار من شتى مناطق الوطن وحتى من بعض دول الجوار مثل «تونس و ليبيا» وكذا الجالية الجزائرية في فرنسا، لاقتناء مختلف السلع والبضائع المعروضة بأسعار مغرية على العموم.