في حين “سليمة” تحدثت لنا عن المعاناة التي عاشتها مع زوجها ويعيد أبناؤها أن تعيش فيها، بحيث قالت “تزوجت منذ أكثر من 27 سنة بطريقة تقليدية، عاملني زوجي خلالها بكل قسوة وإذلال إلى درجة انه كان يقوم بضربي أمام أبنائي دون وجود أي مبرر، وحتى في طريقة كلامه معي يحدثني وكأنني خادمة لديه، فعلا لقد احتقرني على مرأى أولادي الذين بمجرد أن كبروا بدؤوا هم كذلك في تقليد تصرفاته مع تكرار مشاهدتهم لذلك أصبحوا هم كذلك يصرخون عليّ بل وحتى أنهم تجرؤوا على ضربي في العديد من المرات، لكن لم يقتصر ذلك عليّ فحسب لأنه هو الآخر يذوق الآن من نفس الكأس التي سقاني إياها في الماضي”. تدني الأخلاق وغياب القيم أهم مسبّبات انهيار المجتمع تعتبر الأم الركيزة الأساسية في المجتمع التي تضمن توازنه واستقراره بمختلف مقوماته وكياناته، لأنها وبعد أن كانت الملاذ والصدر الذي يركن إليه كل من ذاقت به الحياة أو تفرقت به السبل، أصبحت في وقتنا الحالي بالنسبة للمتحصلين على شهادة العقوق الكائن الأمثل لصبّ جام الغضب عليه، لأنه يدرك جيدا بأنه على الرغم من كل ما قام وسيقوم به فإن قلبها لن يطاوعها لإلحاق أي ضرر به. وحسب “ثريا التيجاني” الأستاذة في علم الاجتماع، فإن ظاهرة الإساءة للآباء وخاصة الأمهات ترجع بصورة أساسية إلى طبيعة التربية التي شبّ عليها الابن وكذا الأسلوب الذي تم اعتماده في ذلك، بحيث ذكرت بأن هناك من التربية ما يجعل الطفل مدللا رافضا لكل ما يتناقض وطلباته غير المنتهية، أما إذا كانت متميزة بالحزم فإنها ستجعله فطنا متميزا بقدرته على التمييز بين الأمور الجيدة والسيئة سواء بالنسبة له أو لغيره، إلا انه بالإضافة إلى هذين النوعين نلاحظ بأن مجتمعنا يضم كذلك العديد من الأبناء الذين تعرضوا إلى الإهمال من قبل آبائهم وخاصة أمهاتهم وهو ما اثر سلبا على تكوين شخصيتهم الذاتية، وهو ما يؤكد فكرة أن التربية البيتية الأساس الذي يحدد طبيعة تصرفاتهم المستقبلية. وعليه فإن هذا الطفل الذي تلقىّ تربية سليمة في البيت سيكون ملقحا ضد أي تأثيرات سلبية في المجتمع، بحيث انه سيتمكن من التصدي لها بكل سهولة لان والديه أحسنا توجيه أخلاقه، كما ذكرت الأستاذة بأن محيط الابن هو الأخر له دور في تحديد سيرته الأخلاقية وخاصة العائلة من خلال جملة التصرفات، الأخلاق وطرق المعاملات أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter