كشفت أمس وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية عن تفاصيل انشقاق الإرهابي مختار بلمختار، الذي يعتبر أخطر إرهابيي منطقة الصحراء، عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتأسيسه جماعة منفصلة بعد أن اتهمه قادة فرع القاعدة، بخرق النظام وإهماله مسؤولياته أمام القيادة، وجاء في رسالة عثر عليها صحفيون في مالي حسب الوكالة أن 14 قائدا في التنظيم وقعوا على الرسالة بتاريخ 3 أكتوبر الماضي، والتي اتهم فيها بلمختار بأنه لم يرد على اتصالات القيادة ولم يقدم تقارير بشأن نفقاته ولم يحضر بعض الاجتماعات ولم ينفذ أوامر القيادة، وأكدت الرسالة التي أثبت خبراء أنها أصلية، أن خطط بلمختار تهدد وجود التنظيم وتؤدي إلى تفتيته، وقام بلمختار الجزائري الأصل في ديسمبر الماضي بتأسيس كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم «الموقعون بالدم»، وبعد انفصاله تماما عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أصبح بلمختار مستقلا عن أي تنظيم في الصحراء، وتبنى بلمختار الإعتداء الإرهابي على موقع «إن أميناس» شهر جانفي الماضي وفي أفريل 2013، قال الرئيس التشادي إدريس ديبي إن بلمختار فجر نفسه خلال العملية التي تنفذها فرنسا مع جيوش إفريقية ضد مجموعات جهادية في شمال مالي، وظهر بلمختار من جديد خلال الشهر الجاري، عندما تبنى تفجيري النيجر وهددت جماعته «الموقعون بالدم» بشن هجمات جديدة في النيجر . وظل الغموض يلف علاقة هذا القيادي بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، منذ أن أعلن أبو مصعب عبدالودود تعيين يحيى أبو الهمام على رأس منطقة الساحل، خلفا لنبيل أبو علقمة الذي قتل في حادث سير، وظل بلمختار يترقب توليته زعامة إمارة الصحراء منذ مقتل أمير الجماعة السلفية نبيل صحراوي في صيف 2005، لكن أبو مصعب عبدالودود الذي حل محل صحراوي فرض يحيى جوادي قائداً على كتائب الساحل، ثم عيّن أبو الهمام في هذا المنصب متحدياً الأعور الذي يعتبر أن القيادة الشرعية للتنظيم موجودة في المنطقة الصحراوية. وتقول شهادات إن بلمختار أرسل بعد ذلك رسالة إلى أمير التنظيم عبدالودود يبلغه فيها بأنه لم يعد هناك ما يربطه ب القاعدة، حيث شرع في تأسيس إمارة جديدة في منطقة غاو في شمال مالي، ثم عمد إلى تشكيل مجلس للشورى بالتنسيق مع حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا. ويعتقد أن الإمارة الجديدة في غاو أصبحت تشكل نقطة تمركز لعدد من الزعامات المنشقة عن تنظيم القاعدة، على غرار مختار بلمختار