أوردت أمس، وكالة الأنباء الفرنسية، أن مختار بلمختار، احد ابرز قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من التنظيم الإرهابي، بعد أسابيع قليلة من تنحيته من منصبه من قبل أمير التنظيم عبد المالك دروكدال. يوما واحدا بعد تهديد عبد المالك دروكدال، فرنسا و القادة الأفارقة بشن هجمات في حال إقرار الضربة العسكرية شمال مالي، من خلال فيديو تناقلته المواقع الإلكترونية، أعلن بلمختار تنحيه من التنظيم، ويأتي انسحاب بمختار من التنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في ظل صراع داخلي يعرفه التنظيم الإرهابي بعد إقدام أبو مصعب عبد الودود على تغييرات في قيادات النواحي خاصة بالصحراء، التي صارت ملاذا للعناصر الإرهابية بعد تضييق مصالح الأمن الخناق عليها في المناطق الداخلية، وإن كان مختار بلمختار واحدا من المسؤولين التاريخيين الذين اتخذوا من الصحراء ملاذا لهم، حيث كان المعني يشرف على عمليات التهريب وبعد سنوات سهل دخول التنظيم الإرهابي إلى الصحراء، بعد أن استفاد من تجربة قتاله عام 1991 الى جانب الجهاديين في أفغانستان قبل أن يعود بعد ثلاث سنوات إلى الجنوب الجزائري لينضم الى الجماعة الإسلامية المسلحة. ليتولى إمارة التنظيم على الحدود مع شمال مالي، وكان من بين القادة الذين اتفقوا على تشكيل الجماعة السلفية من اجل الدعوة والقتال التي أنظمت إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شهر جانفي 2007 ، بعد أن أعلن على ذلك، قائد التنظيم الأم، أيمن الظواهري في سبتمبر 2006. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، وهي الوكالة المتواجدة بشمال مالي وتنقل تصريحات عن مصادر مقربة من التنظيم الإرهابي، أن مختار بلمختار المعروف بلقب" الأعور"،غادر التنظيم الجهادي الذي يسيطر على شمال مالي. وهو والذي كان يقود كتيبة في منطقة غاو التي اختطف منها الدبلوماسيين الجزائريين، قبل أن يتم تنحيته من قبل أبو مصعب عبد الودود الملقب بدروكدال في شهر أكتوبر المنصرم. ويعد تنحي مختار بلمختار، من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ضربة قاسمة لظهر التنظيم، الذي يعمل على ترتيب البيت من جديد، لمواجهة حرب محتملة شمال البلاد، كما تأتي يوما واحدا بعد دعوة القاعدة القادة الأفارقة إلى الابتعاد عن سياسة التوجه إلى الحرب التي دعت إليها فرنسا، مهددا بقتل سبعة من رعايا فرنسا محتجزين رهائن وبالإضرار بمصالحها في الساحل التي لم يتم التعرض لها حتى الآن. بينما وجه رسالة إلى الشعب الفرنسي، قال فيها "إن هولاند المتدنية شعبيته يريد أن يغطي على فشل سياساته الداخلية من خلال سياسة الهروب إلى الأمام وهو يريد توريطكم أكثر من ورطتكم السابقة في أفغانستان، انه يريد تعريض أمنكم ومصالحكم وحياة أبنائكم لخطر اكبر من أي وقت مضى". وأرجعت وكالة الأنباء الفرنسية سبب انسحاب بلمختار من التنظيم الإرهابي إلى عدم تجرعه قرار التنحية، وقالت نقلا عن مصادرها أن المعني بعث برسالة إلى قيادته يعلن فيها أنه لم يعد عضوا في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، ولم تذكر المصادر إن كان أتباع بلمختار قد رافقوه في الانسحاب، لكنها أشارت إلى أن "بلمختار استقال من صفوف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وهو حاليا مستقل في الصحراء. وقد يحاول الانضمام إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا".