أعلنت ألمانيا تخليها عن مشروع ديزرتيك لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في كل من الجزائر والمغرب لتزويد أوروبا بحاجياتها من الطاقة مستقبلا وذلك بعد اصطدام المشروع بعراقيل مادية. وكشف مدير مشروع ديزرتيك بول فان سون أنه رغم التصور الذي كان مقررا سابقا حول استيراد أوروبا لما نسبته 20 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء من المغرب العربي في آفاق العام 2050 إلا أنه تبين أن الإتحاد الأوروبي يمكنه توفير هذه الكمية من الطاقة محليا وبالتالي لا حاجة لاستيرادها. وأكد نفس المصدر أنه قبل أربع سنوات كان المشروع هو توفير حاجيات أوروبا من الكهرباء بنسبة تصل 20 بالمائة من دول شمال إفريقيا عن طريق تفعيل مشروع ديزرتك للطاقات المتجددة إلا أن الأمر أصبح ممكننا محليا وبالتالي التخلي عن المشروع نهائيا. وتعد الأزمة المالية التي تضرب أوروبا أهم سبب وراء إجهاض هذا المشروع خاصة بعد انسحاب شركة سييمنس أهم ممول له عام 2012 حيث يكلف هذا المشروع غلافا استثماريا بقيمة 400 مليار أورو وهو ما لم يعد ممكنا تحقيقه في ظل الأزمة. وكان وزير الشؤون الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيل، أكد خلال زيارته الأخيرة للجزائر، إلى أن مشروع ديزرتيك المتمثل في إنتاج الكهرباء بالصحراء عن طريق الطاقات المتجددة نموذج »ملموس« يبرز إمكانيات التعاون الجزائري الألماني.وأشارفيسترفيل أن »هذا المشروع يمكن أن يصبح أحد أعمدة تعاوننا الاقتصادي مع الجزائر«، وقد تم التوقيع مؤخرا على مذكرة تفاهم في مجال الطاقات المتجددة ببروكسل بين الشركة الوطنية للكهرباء والغاز (سونالغاز) والمؤسسة الألمانية ديزرتيك إنيشياتيف، ويطمح المشروع إلى تغطية الاحتياجات من الكهرباء للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في آفاق 2050 إضافة إلى توفير 15 بالمائة من الاستهلاك لأوروبا.ولمح المسؤول الألماني إلى الصعوبات التي تواجه المشروع مشيرا أن »هذا المشروع طموح ومكلف ويستدعي بذل جهود كبيرة في مجال التكنولوجيات والبحث«، ويقوم مشروع ديزرتيك الذي تقدر تكلفته الإجمالية ب 400 مليار أورو على مبدأ أن كلم مربع يستقبل من الطاقة الشمسية سنويا ما يعادل 5ر1 مليون برميل من البترول.، أما على المستوى العالمي سيعمل المشروع على تزويد كل بلدان العالم بالطاقة النظيفة وغير قابلة للنفاذ انطلاقا من المحطات الحرارية.