الجزائر - أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، يوم السبت بالجزائر العاصمة أن العلاقات الجزائرية-الألمانية لا تنحصر فقط في الجانب الاقتصادي و إنما تتعداه الى الجوانب العسكرية و الأمنية و الثقافية مشيرا الى أن آفاق التعاون بين البلدين "واسعة". وأضاف السيد مدلسي خلال ندوة صحفية نشطها مع نظيره الألماني، غيدو فيسترفيلن الذي شرع اليوم في زيارة رسمية إلى الجزائر أن العلاقات بين البلدين لا تنحصر فقط في الجانب الاقتصادي مع أهميته الخاصة و إنما تشمل أيضا الجوانب العسكرية و الأمنية و الثقافية". وأعرب ذات المسؤول، عن ارتياح الجزائر "لنوعية العلاقات (الثنائية)" بين البلدين معبرا عن قناعته ب "أن الموقع الهام لألمانيا كقوة معترف بها و نوعية تكنولوجيتها تعدان من بين المؤهلات الإيجابية" التي تسهم في تطوير أكبر للتعاون. كما أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، وجود آفاق واسعة للتعاون الجزائري-الألماني الذي يشمل العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية منوها "بكل ارتياح" بحجم المبادلات بين البلدين و التي بلغت قرابة الثلاثة ملايير دولار سنة 2011. وبذات المناسبة، أعرب السيد مدلسي عن أمله في أن يسهم تواجد المؤسسات الالمانية بالجزائر في تطوير الانتاج الصناعي الجزائري وتمكين الجزائريين من التحكم في التكنولوجيات الحديثة. ومن جهة أخرى، شدد على أهمية التعاون الثقافي بين البلدين من خلال تبادل الزيارات بين شباب البلدين و تحويل هذا التعاون الى "صداقة ثمينة و واسعة". وكشف وزير الشؤون الخارجية ان الدورة الثانية للجنة الاقتصادية للتعاون الجزائري-الالماني ستعقد في مارس المقبل بالجزائر العاصمة. وكانت هذه اللجنة التي أنشئت خلال زيارة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الى المانيا في ديسمبر 2010 قد عقدت دورتها الأولى في مارس 2011 في برلين. ومن جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية الالماني، أن الحكومة الالمانية تشجع الاصلاحات السياسية "الديمقراطية" التي باشرتها الجزائر و تأمل أن تواصل على هذا الدرب". و وصف رئيس الدبلوماسية الألمانية الدعوة التي وجهتها الجزائر لمراقبي هيئات دولية و من بينها الاتحاد الأوروبي بمناسبة الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع عقدها في سنة 2012 بأنها "مؤشر هام للشفافية" قائلا بهذا الخصوص انها "ستعزز الثقة الى حد كبير". وأشار إلى أن مشروع ديزرتيك المتمثل في إنتاج الكهرباء بالصحراء عن طريق الطاقات المتجددة نموذج "ملموس" يبرز إمكانيات التعاون الجزائري الألماني مؤكدا أن "هذا المشروع يمكن أن يصبح أحد أعمدة تعاوننا الاقتصادي مع الجزائر". وقد تم التوقيع مؤخرا على مذكرة تفاهم في مجال الطاقات المتجددة ببروكسل بين الشركة الوطنية للكهرباء و الغاز (سونالغاز) و المؤسسة الألمانية ديزرتيك إنيشياتيف. ويطمح المشروع إلى تغطية الاحتياجات من الكهرباء للشرق الأوسط و شمال إفريقيا في آفاق 2050 إضافة إلى توفير 15 بالمائة من الاستهلاك لأوروبا. وأشار المسؤول الألماني إلى أن "هذا المشروع طموح و مكلف و يستدعي بذل جهود كبيرة في مجال التكنولوجيات و البحث". ويقوم مشروع ديزرتيك الذي تقدر تكلفته الإجمالية ب 400 مليار أورو على مبدأ ان كلم مربع يستقبل من الطاقة الشمسية سنويا ما يعادل 5ر1 مليون برميل من البترول. وفيما يخص التعاون في مجال التكنولوجيا الطبية أشار السيد فيسترفيل إلى وجود عدة مشاريع ألمانية في مجال المساعدة الطبية من شأنها استحداث مناصب شغل في الجزائر. وأوضح وزير الخارجية الألماني أن الجزائر و ألمانيا موجودتان في "تصور تطبيقي و ليس نظري" فيما يتعلق بتحقيق الاستثمارات مؤكدا أن "ألمانيا التي تبحث عن شراكات بالتكافؤ تعتبر الجزائر شريكا اقتصاديا واعدا".