إنه من آمن بالله ورسله وكتبه حقا وآمن بفرض الصلاة وأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، لم يتصور منه ترك الصلاة أو التهاون في أدائها، بل لن يجد حياته ولا أنسه ولا راحته إلا في أداء هذه الشعيرة العظيمة والمحافظة عليها، وكلما زاد إيمان العبد زاد اهتمامه بما فرض الله عليه وذلك من إيمانه أيضا، ولهذا فإن الطريقة التي تجعلنا من المحافظين على الصلاة تتلخص في الخطوات التالية: أولا: أن نؤمن إيمانا راسخا بفرضيتها وأنها أعظم أركان الإسلام، وأن نعلم أن تاركها متوعد بالوعيد الشديد كافر خارج عن الإسلام، في أصح قولي العلماء، لأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: “إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة” رواه مسلم، وقوله: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. ثانيا: أن نعلم أن تأخيرها عن وقتها كبيرة من كبائر الذنوب، لقوله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)، قال ابن مسعود عن الغي: واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم، وقوله تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) الماعون. ثالثا: أن نحرص على أداء الصلوات في جماعة المسجد لا نفرط في واحدة منها، مدركين أن الصلاة في الجامعة واجبة في أصح قولي العلماء، لأدلة كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر” رواه ابن ماجه والدار قطني والحاكم وصححه، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، وروى مسلم عن أبي هريرة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال نعم قال: فأجب”. إلى غير ذلك من الأدلة. رابعا: أن نرجوا بالمحافظة عليها دخولنا في السبعة الذين يظلهم الله في ظله، فإن منهم “وشاب نشأ في عبادة ربه” ومنهم “رجل قلبه معلق في المساجد “ البخاري ومسلم. خامسا: أن نحتسب الأجر الكبير المترتب على أدائها لاسيما مع الجماعة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter