نوقشت هذه الأطروحة يوم 02 جوان 2013 م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة باجي مختار بعنابة، من قبل لجنة علمية تتكون من الأساتذة الدكاترة: أ.د.محمد خان رئيساً أ.د.مختار نويوات مشرفاً ومقرراً د.خليفة صحراوي عضواً مناقشاً د.محمد صاري عضواً مناقشاً وقرأ الأطروحة أيضاً أ.د. بلقاسم بلعرج، وقدم تقريراً إيجابياً، ولكنه لم يحضر المناقشة لظرف طارئ قاهر، ودامت المناقشة زهاء أربع ساعات نال على إثرها الأستاذ الباحث أحمد حابس، شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جداً مع تهنئة اللجنة، ومعروف أن الدكتور/أحمد حابس، هو أستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة منذ الثمانينيات من القرن المنصرم، حصل على شهادة العالمية (الماجستير) سنة: 1999م، والعالمية العالية (دكتوراه) يونيو جوان 2013 م، تخصص: لسانيات تطبيقية، ويعمل حالياً أستاذاً بجامعة عنابة، و يشغل أيضاً منصب الإشراف على المؤلفات البيداغوجية بمديرية النشر بجامعة عنابة، ونائب رئيس القسم المكلف بالدراسات العليا والبحث العلمي سابقاً. من مؤلفاته: «الحبسة وأنواعها- دراسة في أمراض الكلام وعيوب النطق»، صدر بالقاهرة سنة 2005 م. - نشر عدة دراسات ومقالات في المعجمية واللغة العربية. - شارك في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية. أما الأستاذ المشرف/ الشيخ الدكتور مختار نويوات؛ فهو أستاذ متميز ابن العلاّمة الشيخ موسى الأحمدي نويوات (1900-2000م) من أقطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تتلمذ على الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وخريج جامع الزيتونة، ألف ثلاثة وثلاثين كتاباً، أشهرها «المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي»، وهو أشهر كتاب في هذا الموضوع، ومقرر على طلبة كليات الآداب في معظم الجامعات العربية. - ومن شابه أباه فما ظلم، فالأستاذ الدكتور مختار نويوات، المشرف على الأطروحة تتلمذ على والده الشيخ موسى الأحمدي، فحفّظه الشعر منذ صغره بعد أن حفظ القرآن الكريم، وكانت له ذاكرة قوية، فكان عندما يسمع القصيدة مرة واحدة يحفظها، فهو أبو جعفر المنصور الجزائري، فحفظ مئات القصائد، وشغل عدة مناصب في مراحل التعليم المختلفة، فشغل منصب مدير ثانوية السانتو غستان بعنابة، ومفتش أكاديمية بعنابة، ثم مفتشاً عاماً للقطر الجزائري، ثم للشرق الجزائري، فأستاذ جامعي بجامعة عنابة منذ سنة1981م إلى اليوم، حيث درّس الأدب العربي القديم والعروض لطلبة السلك الأول، وطلبة السلك الثالث (الدراسات العليا)، وهو عضو في الهيئة العلمية لمجلة بونة للبحوث والدراسات، ونشر مقالاً في العدد الأول الصادر في محرم 1425ه، مارس 2004 م بعنوان: «من مظاهر الغلو في الشعر العربي»، وقد لقي المقال صدى كبيراً لدى القراء، وعلى مستوى الهيئات العلمية في الوطن العربي، وله عدة مؤلفات نذكر منها: «شرح وتحقيق ديوان ابن سينا الخفاجي» طبع سنة 2008 م، و«تعريب مصطلحات علم التشريح»، و«تأصيل العامية في الفصحى» وغيرها. وتقع رسالة الطالب الباحث أحمد حابس، في315 صفحة، افتتحها بمقدمة، واتبعها بأربعة فصول، وخاتمة. وفيما يأتي ملخص موجز عن الأطروحة بقلم صاحبها: يعتبر المعجم خزّان حضارة الأمم والشعوب، وهو راية وشعار اللغات الرّاقية. كما يمثّل المعجم المدوّنة الرسمية والذخيرة الناطقة بمستوى اللغات ومتكلّميها. تجتهد اللغات على اختلاف أنواعها في وضع معجم يليق بمستواها اللغوي ومكانتها المعرفية، وتتنافس أقلامها في تجديد هذه المدوّنة لتلبي حاجة مستعمليها وتجسيد روح عصرها. جاءت أطروحتنا من هذا الباب لتناقش تجديد المعجم العربي من حيث دراسة منهجية تطوّره، لتقف عند جلّ الأعمال المعجمية العربية متّخذة المعاجم مدوّنة في تحديد هذا التجديد. كان الفصل الأوّل من دراستنا في التفكير المعجمي الأوّل أي انطلاقا من التفكير المعجمي عند الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175ه) والمعاجم التي حذت حذوه والمعاجم التي خالف منهجها منهج الخليل. وجاء الفصل الثاني في الفلسفة المعجمية العربية، وهو الفصل الذي خصّ التفكير المعجمي بعد الخليل بالدراسة والتحليل، ووقف عند أهم محطّات التجديد في منهجية المعجم العربي، وكيف حاول أصحاب هذه المعجمات جعل المعجم مدوّنة مستعملة بالفعل. أما الفصل الثالث فهو الفصل الذي بحث في بعث المعجم العربي من جديد بعد ركود طويل كاد يقضي على الصناعة المعجمية العربية الفذّة، وتمثّلت هذه المحاولة في المعاجم اليسوعية التي قدّمت خدمة جليلة لأبناء اللغة العربية من خلال معجماتها المتعدّدة. وحاول الفصل الرابع الإلمام بأفكار آفاق المعجم العربي من خلال نصوصه الجديدة، ووضع المعجمات العربية المعاصرة، وهو عمل جاد في حوسبة المعجم العربي الجديد، وجعله يساير معجمات اللغات الأخرى. وكان حريا أن يعتمد البحث المنهج المناسب لهذه الدراسة فزاوج بين المنهج التاريخي والمنهج الوصفي ليقف عند أهم محطّات البحث المعجمي العربي على فترة تاريخية امتدت من القرن الثاني الهجري (2ه) إلى يوم الناس هذا. وأهم ما يمكن أن نشير إليه في بحث المعجم العربي أن الدراسات السابقة في الموضوع قد جاءت واصفة لظاهرة التفكير المعجمي العربي دون الولوج إلى التطبيق عليها ممّا جعل بحثنا يشير من حين إلى آخر إلى أهم هذه التطبيقات بأمثلة توضيحية. توصّلت دراستنا إلى نتيجة مقنعة حاولت الإجابة على إشكالية الموضوع وهي أن تجديد منهجية المعجم العربي جهدت أن تجعل المعجم مدوّنة يسيرة الاستعمال لها مكانتها في البحث العلمي والتعليم التربوي، وهي دعوة أيضا إلى العودة بالبحث اللغوي إلى دراسة متون المعاجم العربية على اختلاف أنواعها.