تختتم اليوم أشغال الملتقى الدولي الأول حول “المعاجم المختصة في ضوء اللّسانيات الحديثة” بسطيف، بتوصيات أجمع المشاركون على أنها ستنصب حول ضرورة وضع مخطّط لإنجاز “معاجم مختصة” باللغة العربية؛ في مختلف الميادين، وذلك من أجل مواكبة التطور الحاصل في العالم في مختلف مناحي الحياة. وفي هذا السّياق أوضح رئيس قسم الأدب العربي واللغات صلاح الدين زرال أن “الصناعة المعجمية” في جانبيها النظري والتطبيقي تعرف على الصعيد الدولي “تطورا كبيرا” في حين “لا يوجد لها حضور لافت في المعجمية العربية” خاصة ما تعلق بالمعاجم المختصة مشيرا إلى “عدم وجود معجم عربي واحد مختص“. ودعا المحاضر المشاركين في هذه التظاهرة العلمية التي حضرها حوالي 500 مختص يمثلون مختلف جامعات الوطن إضافة إلى آخرين من الأردن والمغرب وتونس وإيران والعربية السّعودية؛ إلى العمل وتضافر جهود الجميع لإيضاح الإشكالات النظرية والتطبيقية التي تواجه إنجاز المعاجم المختصّة في الدراسات المعجمية العربية. وذكر الأستاذ زرال أن الاهتمام المتزايد الذي أصبحت توليه اليوم الجامعات بالمعجم عموما والمعجم المختص خصوصا “نابع من يقين تام بدور اللغة في مجال التطور العلمي من جهة ومن نظرية علمية حديثة من جهة أخرى“. ويعد المعجم المختص أساس كلّ اللّغات لكونه “مفتاح العلوم” و“الميسر لآلية توضيح الدلالات اللغوية و الدلالات المصطلحية” بحيث من دونه تكون اللغة “قاصرة عن أداء مهمتها في الحياة العلمية“. واعتبر الأستاذ زرال هذا الملتقى الدولي الذي نظم بالقطب الجامعي الثالث “الهضاب” فرصة لتسليط الضوء على واقع الصناعة المعجمية المختصة في العالم العربي وما أنتجته الثقافة العربية من رصيد معجمي في هذا الميدان الذي يتطلب تضافر جهود المختصين في علم اللسانيات والعلوم الدقيقة الأخرى. من جهته أشار الأستاذ محمد حاج هني من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف أن المعجم اللّساني المختصّ يشهد رغم المحاولات الجادة للمشتغلين في هذا الحقل اللغوي “قصورا كبيرا ويعرف تأخرا واضحا” عند العرب المحدثين مقارنة بما استجد من مفاهيم و نظريات لسانية في الغرب. وحسب رأي المتدخل فقد أثر هذا التأخر سلبا على واقع الدرس اللساني العربي مما أعاق صناعة معجم لساني عربي يتّسم بالدّقة والشمول. ويناقش هذا اللقاء إشكالية كيفية التعامل مع صناعة المعجم المختص الذي يكون “مستوفيا لقواعد الصناعة المعجمية كما وظفتها أدوات اللسانيات الحديثة“. كما يتمّ التّركيز وعلى مدار ثلاثة أيام على كيفية بلوغ آفاق جديدة في الدرس المعجمي الحديث باعتباره درسا مركزا على لغة الاختصاص بالدرجة الأولى. وسيناقش المشاركون أربع محاور أساسية تدور حول “واقع وآفاق المختص” ودوره في الفكر المعجمي العربي وفي ضوء الدرس اللساني الحديث وكذا “دور الترجمة في إثراء المعاجم المختصة“. وبادر بتنظيم هذا الملتقى قسم اللغة والأدب العربي لجامعة فرحات عباس بسطيف وتقدم في هذا اللقاء محاضرات عديدة منها “معاجم التصحيح اللغوي دراسة في المنهج” للدكتور إسماعيل محمود القيام من جامعة فيلادلفيا بالأردن و“المعجم المتخصص عند العرب القدامى قراءة في معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني للأستاذ الشاذلي سعدودي من جامعة المدية.