صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية العدد ال 29 من مجلة اللغة العربية، وقد تميّز هذا العدد بالثراء والتنوّع في الموضوعات المبحوث فيها من قبل أساتذة جزائريين مختصين وأساتذة من خارج الجزائر، تناولوا فيها التراكيب اللغوية، المصطلح واللهجات العامية، المعاجم المدرسية، تحليل الترجمة والعربية، العولمة ودور الخط في رسم القرآن الكريم وبيان القراءات القرآنية. تميّز العدد بمقدمة رئيس تحرير المجلة، الدكتور مختار نويوات الذي تطرّق فيها إلى المواضيع التي تخصّ الجزائريين، ومنها يقول نويوات؛ ”معرفة أسمائنا وألقابنا وكنانا ولغاتنا ولهجاتها وأسماء أسرنا وأراضينا ومدننا وحيواناتنا، وغير ذلك مما هو منا ولصيق بنا، مشتق من إحدى لغتينا أو معرّب أو دخيل خيل”، ويرى الدكتور نويوات أنّ هذه المواضيع كانت من اهتمامات الشعوب الراقية والمتقدّمة، حيث خصّصت لها بحوثا معمقة ومستفيضة ومعاجم مرموقة، وأقرب ما نستشهد به معجم ”لاروس” الخاص بشرح أسماء الأسر الفرنسية، ومعاجمنا الشهيرة ك ”الاشتقاق” لابن دريد، ”معجم البلدان” ليقوت الحموي و"معجم ما استعجم” لأبي عبيد البكري وغيرها كثير في تراثنا. وأكدّ الدكتور نويوات أنّنا في أمسّ الحاجة إلى إنشاء فرق علمية مؤهلة تجوب بلادنا طولا وعرضا، وتبحث بحثا متينا شاقا مثمرا، كما استعرض ثراء المادة اللغوية، ومجال البحث فيها واسع، متنوّع الفروع، متنوع الطرائق... أمّا اللسانيات العامة والخاصة، فلا لغة ولا نحو ولا بحث بدونها.. واللسانيات عموما تلقي ضوءا جديدا على التراث العربي وتبرزه في أجمل حلله وأبهى تجلياته، لكن مثل هذه الدراسات في القطر العربي لم تزل ضئيلة محتشمة، والدراسات الجامعية في تعليمنا العالي وفي بعض الأحيان واهية الصلة بالألسنية، لجهل الطلبة باللغات أو لعدم تمكنهم مما درسوا منها. ومن الموضوعات والبحوث التي احتواها العدد 29؛ التركيب اللغوي وانتماء النص للدكتور زروقي عبد القادر، أمّا الدكتور يوسف مقران، فتناول بالدراسة والبحث أبعاد المصطلح، أمّا فيما يخصّ آليات التحويل والتفريع عند النحاة العرب الأوائل في ضوء نظرية تشومسكي اللغوية، فقد درسته الأستاذة فايزة تيقرشة، وهناك مواضيع متعدّدة أخرى مثل دور مراكز القياس حول واقع اللغة العربية ومدى تأثرها باللهجات والعاميات، ومصطلح التنغيم في التراث اللساني العربي.. العدد من إصدارات المجلس الأعلى للغة العربية من القطع العادي، ويحتوي على 295 صفحة.