يزداد استهلاك المشروبات الغازية بمختلف أنواعها في شهر رمضان المبارك، حيث لا يستطيع البعض الاستغناء عن وجودها على المائدة الرمضانية، إلاّ أنّ الإفراط في تناولها يؤثر سلبا على صحة الصائمين. تعتبر المشروبات الغازية من ضمن أكثر المواد المستهلكة خلال شهر رمضان، حيث يعتبرها بعض الصائمين موادا منعشة يجب أن تتواجد على موائدهم بشكل يومي، دون أن يضعوا بعين الإعتبار أنّ تناولها سيتسبب في إصابتهم بأمراض مختلفة. تعتبر تلك المشروبات من ضمن العادات الغذائية السلبية التي تزيد عن حدّها حيث يحرص البعض على شراء كميات كبيرة منها، وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بمضاعفات صحية، ولا يقتصر الأمر على الغازية منها بل يشمل حتى “الشاربات” و«السيرو”، إذ تعدّ هي الأخرى مضرّة ومع ذلك يفرط الصائمون في تناولها كمشروبات مفضّلة، دون أن تكون لهم دراية بأضرارها الوخيمة على الصحة. ولنتعرف عن مدى استهلاك تلك المواد لدى الأسر، تقربنا من أحد الباعة حيث أكّد أنّ معظم الزبائن يشترون ما لا يقل عن أربع قنينات مختلفة الأنواع وهو ما جعل الطلب يزيد عليها، كما أنهم يحققون ربحا كبيرا من خلال بيعها بشكل يومي. انتقلنا إلى أحد المنازل، فلاحظنا أنّ طاولة الإفطار تتنوع بها المشروبات الغازية، بل ويحرص أفراد العائلة من الصائمين على تناولها في مقدمة وجبة الإفطار، حيث أكّد أحد أفراد الأسرة أنهم لا يستطيعون الإستغناء عن تناول تلك المشروبات خاصة في رمضان، حيث أصبحت من الضروريات الرمضانية التي لا يستطيعون مقاومتها، فهي تروي عطشهم بعد ساعات الصيام الطويلة مع حرارة الصيف الشديدة. أضرار صحية متعددة للمشروبات الغازية أثبتت دراسات طبية أن المشروبات الغازية وحتى العصائرالمعبّأة في أكياس تحتوي على مواد ضارة تؤثر سلبا على صحة الإنسان، هذا ما أكدته أمال حابلي خبيرة التغذية، حيث تقول إنّ تلك المشروبات تعتمد بشكل كبير على مواد اصطناعية، ومن بينها الملوّنات والمواد الحافظة إضافة الى الكافيين والأحماض. كما تضيف المتحدثة أنّ بعض المشروبات تحتوي على نسبة كبيرة من الملوّنات، إضافة إلى السكريات، كما أنّ بعضها يحتوي على نسبة قليلة من الكحول، ويؤدي تناولها قبل وجبة الإفطار إلى فقدان الشهية إضافة إلى أنها تتحول إلى إدمان فلا يستطيع مستهلكوها الاستغناء عنها. هذا وأشارت حابلي إلى أنّ العصائر الاصطناعية كالشاربات تحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض التي تحدث اضطرابا في الجهاز الهضمي، وبالتالي فإنها تمنع المعدة من امتصاص الطعام بشكل طبيعي، كما تحذر المتحدثة ذاتها من تناول تلك المشروبات واستبدالها بالعصائر الصحية أو تناول الفواكه التي تروي العطش كالبطيخ. وبخصوص الأمراض التي تسببها تلك المشروبات، يقول الدكتور براهيمي أنّ تناول بعض المشروبات قد يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم نظرا لاحتواء بعضها على نسبة عالية من السكريات، كما أن الملونات التي تحتويها تعيق عمل الكليتين وتتحول إلى سموم تزيد من نسبة الكرياتين بالجسم وبالتالي فإنها تتسبب في تراكم البكتيريا الضارة بالجسم، حيث تحدث مضاعفات صحيّة كارتفاع درجة الحرارة وضعف بالجسم وشعور بصداع نظرا لتأثير الكافيين على الجهاز العصبي بشكل سلبي. كما أن احتواء تلك المشروبات على أحماض يتسبب في تآكل المعدة والإصابة بقرحة معدية وزيادة الحموضة بالجسم وارتجاعها إلى الحنجرة، مما يؤدي إلى حدوث ثقب بها، علاوة على الكمية الكبيرة للغازات المتواجدة بها ما يؤدي إلى انتفاخ القولون، وقد يتطور الأمر إلى تكوين خلايا سرطانية على حد شرح الطبيب. يضيف د/ ابراهيمي أنّ الإفراط في تناول المشروبات يؤدي لحدوث اضطراب وتقلب المزاج والشعور بالقلق في حال الاستغناء عنها، إضافة إلى كونها تزيد من العطش، وهو عكس ما يعتقده البعض نظرا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الغلوكوز وأحماض فوسفورية التي تؤدي إلى هشاشة العظام وتدمّر فيتامين “ب”، كما تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.