باتت ثقافة «الإيمو» من الآفات التي تنخر المجتمع الجزائري وتهدد شبابه بالضياع، وقد تباينت مظاهر تعلقهم بجماعاتها بين تمسكهم بموضة إرتداء ملابس سوداء وإكسسوارات غريبة تحمل الجماجم أو ممارستهم لطقوس عبدة الشياطين الغريبة. الظاهرة كانت مقتصرة بوقت سابق على المجتمع الغربي لكنها إنتشرت كالفيروس بين الشباب الجزائري دون سابق إنذار بعدما تم تخصيص مواقع بالإنترنت لجماعات عبدة الشياطين، تحمل هدف الايقاع بفئة المراهقين في فخهم، مستغلة سرعة تأثرهم بكل ما يعرض عليهم فمنهم من دفعهم الفضول إلى التعرف على طقوسهم الغريبة، بينما حاول أخرون الخروج بطلاّت خارقة للعادة للفت إنتباه المحيطين بهم، وفي المقابل عرفت قصات وملابس (الإيمو) رواجا كبيرا في الأسواق وقد جذبت إليها الوجوه البريئة وحتى صاحبات الأيادي الناعمة اللواتي إنصعن وراء ثقافة تضم مختلف الإنحرافات الأخلاقية. جماعات الإيمو تغزو الشوارع المتجول في شوارع العاصمة على غرار شارع حسيبة وأودان، يلاحظ إنتشارا واسعا لشباب يتجولون بملابس سوداء تحمل رسومات بهاجماجم ودماء تدل على العنف أو الموت، وهو ما دفعنا للتقرب إليهم لكشف خفايا عالمهم الخاص وقد علمنا منهم أنهم يشعرون أن تلك الملابس تخرجهم عن روتين الموضة اليومي، وتلفت إليهم الإنتباه كما تجعلهم مختلفين في مظهرهم عن الآخرين، لكن ما زاد من استغرابنا أنهم يشكلون جماعات تضم شابات يظهرن بهيئة غريبة بطلاء أظافر أسود وخصلات شعر مصبوغة بألوان فاقعة تلفت إنتباه من يراها، بالإضافة إلى وضعهن ألوان ماكياج قاتمة تدل على الحزن والإكتئاب. وبالمقاهي وجدنا عددا كبيرا من تلك الفئة يرتدون إكسسوارات تحمل جماجم، وقد كانوا يحاولون ضم أصدقاء لجماعاتهم بكافة الطرق، حيث كان أحدهم يظهر بشعر طويل حاملا قصاصات تحتوي على طقوسهم الخاصة. موضة تستهوي الشباب أمام حب الشباب لتقليد الغرب وإعجابهم بلوك (الإيمو) إستغل التجار زيادة الطلب عليها فوفروا لهم كافة المستلزمات الكفيلة بخروجهم بطلّة عبدة الشياطين الغريبة، وخلال زيارتنا لمحلات العاصمة لاحظنا رواج موضة (الإيمو) بالأسواق، والغريب أن أغلب زبائنها هم من الأطفال والمراهقين وحسب أحد التجار فإن تلك الموضة عرفت إنتشارا كبيرا بين المراهقين ما دفعهم إلى إستيراد الملابس السوداء والإكسسوارات أو حتى الأحذية التي تحمل الجماجم والرسومات المخيفة، وما شد إنتباهنا بالمحل هو طلب الفتيات لسراويل تحمل رأس مشابه لشكل الشيطان. في حين باتت أوشام الجماجم ورسومات مصّاصي الدماء منتشرة على أجساد الشباب بمختلف الأعمار والأجناس بعدما تحوّل تعلقهم بموضة (الإيمو) من إعجاب إلى هوس وإدمان. من جهة أخرى يرى الكثير من الشباب الذي يتمسك بموضة (الإيمو) أن حبهم لتقليد الغرب وشدة إعجابهم بهذا اللوك يدفعهم إلى إرتداء تلك الملابس، إلا أننا تفاجأنا أن إنضمام الشباب لتلك الجماعات لم يعد مقتصرا على الفئة غير المتعلمة، بل علمنا من أحد الطلبة أن أحد أصدقائه حاول مرارا ضمه إلى جماعة (الإيمو) التي يلتقي بها يوميا بإحدى مقاهي أودان. ليضيف أنه رفض الأمر بعدما علم أن ممارسته لأفعال غير أخلاقية هو شرط دخوله للجماعة. في حين أكد لنا أحد طلاب الجامعة أن إحدى زميلاته تظهر بشكل مشابه لعبدة الشيطان في الجامعة، كما لاتجد حرجا في تناول السجائر أو الذهاب للحرم الجامعي في حالة سكر، وقد أخبرته أنها تنسى مشاكلها بالسهر ليلا في حفلات عبدة الشيطان بالرقص على موسيقى الروك بفترة غياب أهلها. أثرياء ينظمون حفلات شيطانية أثبتت الأبحاث أن أغلب المنضمين لجماعة عبدة الشيطان هم من الطبقات الثرية لشدة تعلقهم وإعجابهم بالجماعات الغربية، وغالبا ما يحرصون على تنظيم حفلات خاصة تضم الطقوس الخاصة بعبدة الشيطان، وهو ما أكدته لنا شابة تنحدر من عائلة ثرية بالعاصمة، فتحت لنا صدرها وبكل جرأة أخبرتنا أنها دخلت بالصدفة لجماعة عبدة الشيطان بعدما نظم أحد أصدقائها حفلة تضم موسيقى الروك الصاخبة، وقد أردفت بقولها أن المنضمين لتلك الجماعة يعملون على توزيع المخدرات ليتمكنوا بعدها من التأثير عليهم وإجبارهم على الدخول لجماعتهم. إضافة إلى ضرورة ممارستهم للشذوذ الجنسي بشكل جماعي. المقابر ملاذ العبدة يفضّل عبدة الشيطان ممارسة طقوسهم الغريبة بالمقابر فوق أشلاء الجثث أو الأماكن المعزولة، وهو ما دفعنا إلى تغيير وجهتنا لإحدى مقابر العاصمة بعدما علمنا أن جماعات (الإيمو) يقصدونها في ساعات متأخرة من الليل لممارسة طقوس خاصة أمام قبور الأموات، وقد أكد لنا الأمر الحارس الذي أخبرنا انه لم ينجح في طرد تلك الجماعات من المكان في ساعات متأخرة من الليل، بعدما عاملوه بعنف شديد. وقد أخبرنا أنه إشمئز لطقوسهم الغريبة بعدما شاهدهم يذبحون قططا ويلطخون أجسادهم بدمائها. مشعوذون يجبرون زبائنهم على طقوس شيطانية حاولنا الإقتراب من السيدات اللواتي يقصدن المشعوذات، فأدركنا أنهن يخضعن لجلسات غريبة يقوم فيها الدجالون بإحضار الشياطين أو الجن في إدعاء منهم أنهم سيساعدونهم على حل مشاكلهم أو معرفة مستقبلهم، وقد أضافت إحداهن أن الساحرة التي قصدتها قد أجبرتها على جلب أي حيوان لإتمام الطقوس التي تتطلب حضور رجال يظهرون بشعر طويل، ويقرعون الطبول لتطلب الساحرة بعدها من زبائنها الرقص بالرأس يمينا وشمالا حتى الإغماء ليتم بعدها إسالة الدماء فوق رؤوسهن. الهيلولة .. أكدت الأبحاث أن الماسونية هي السبب الرئيسي في إنتشار طقوس عبدة الشيطان الغريبة في الجزائر، حيث بدأت في الظهور فرق تمارس تلك الطقوس بحفلات تضم تصرفات غريبة داخل القبور، ويجري ممارسة هذا الطقس بمزيج بين الخرافة والشعوذة، نهار كل سبت في المقابر مثل مقبرة بولوغين، التي ظلت مركزا لأخطر أحبار اليهود الناشطين في الجزائر. ووسط رواج إشارات ماسونية محضة يجهل ممارسوها معناها، يُقام طقس «الهيلولة» أيضا بقباب وأضرحة مختلفة يكثر زوارها في: غرداية وتيزي وزو بالكثير من المناطق الجزائرية الأخرى، ويجري تنظيم مجالس «الهيلولة»، في أيام الجمعة وكذا الأعياد، وتشهد نحر الذبائح وتوزيع الطعام وتقديم الهدايا من نقود ومجوهرات، ويكثر بها الصياح والنواح وقرع الطبول والدفوف، ويغتنم الماسونيون المحليون الفرصة للإيقاع بضحاياهم ويوهمونهم بأنهم الصفوة، لتبدأ دعوتهم وحملهم على عبادة الشيطان بعد تأدية القسم الماسوني. وتحرص على نشر طقوس غريبة أخرى شائعة في ولايات الجزائر، تُعرف ب»الحضرة» ويتم إحياؤها عبر تجمع المريدين ووقوفهم في إحدى الغرف أو الساحات وأداءهم رقصات وحركات مميزة ينشدون خلالها مقاطع لها مدلولاتها وغاياتها. وتنشّط تلك الطقوس فرق مشهورة بينها «العيساوية» في غرب الجزائر، وتستعمل الموسيقى والتطبيل والجذب المشابه لحركات رقص عبدة الشيطان في تجمعات كان فيها الاختلاط مباح، فضلا عن هذا تحصي الجزائر حوالي مئة طريقة دينية تسممت غالبيتها بالماسونية على غرار «التيجانية» الحاضرة اجتماعيا وثقافيا. عادات وتقاليد.. بعد قيامنا ببحث معمق عن طقوس عبدة الشياطين لاحظنا أنه من بين عادات تلك الجماعة الإنقطاع عن النوم ليومين حتى ظهور علامات سوداء تحت العينين، إضافة إلى حبهم الشديد لموسيقى «الميتل» الصاخبة التي تدفعهم إلى الرقص بشكل عنيف، ليصل الأمر إلى حد إغمائهم، من جهة يؤكد علماء الدين أن الإنتماء لتلك الجماعة إرتداد عن الدين، حيث أن لعبدة الشيطان شعائر وحركات رمزية تعظم الشيطان وتسب الله. ليصل بهم الأمر إلى حد تدنيس المصحف لإرضاء الشيطان، كما تؤدي موسيقى «الميتل» الصاخبة إلى إغمائهم أو إلحاق الأذى بأجسادهم. إنحرافات أخلاقية في جماعات «الإيمو» إن عملية الدخول الى عبدة الشيطان تنقسم الى مرحلتين، الاولى وهي مرحلة ما قبل الطقوس الشيطانية وفيها يستدرج الشباب الى حفلات صاخبة من دون إعلامهم عن مضمونها الشيطاني، فيغرونهم بالمخدرات والجنس الذي غالبا لا يستطيعون مقاومته فينخرطون في هذه الأجواء ويدمنون ملذاتها في شكل لا يمكنهم من العودة عنها. أما المرحلة الثانية فهي الأخطر حيث تتولى مجموعة مختصة تعمل على تحضير الشياطين وسط طقوس مقززة، وفيها يجري دفع الشباب للمشاركة في هذه الطقوس، حيث يغلب السحر والشعوذة عليها من خلال شرب الدماء وتغطيس الجماجم فيها وخلطها بممارسة الجنس الجماعي في الأماكن الخالية كالمقابر، ويعتبرون أنهم بهذه الأفعال يستمدون القوة من الأموات والشياطين والجنس، وفي هذه المرحلة بالذات تكشف الأقنعة وينغمس الشباب كليا في عادات عبادة الشيطان وطقوسهم فلا يستطيعون الانفصال عنهم، لأنه ممنوع عليهم الانسحاب، ويقع الشباب تحت وطأة التهديد والإدمان وينحرفون أكثر إلى أن تؤدي بهم الحال الى الانتحار والموت من أثر المخدرات. ويضيف الباحثون في أسرار تلك الجماعة، أن النجاة منها غير ممكن، وعادة لا يستطيع الشخص بمفرده الإفلات منها ولابد من مساعدة الأهل. وقد لاحظوا أن أغلب الشباب ذهبوا الى الطبيب النفسي بدافع من الأهل وتحت تأثير القوة والضغط عليهم، وهم يصلون غالبا في حالة يرثى لها، وقد كشف أحد الرقاة تجربة لشاب كان منضما لتلك الجماعة وقد تكفل بعلاجه، فكان قبل ان يشفى يتعاطى الحبوب المخدرة ويتردد على حفلات (الهارد روك) الشيطانية التي تؤدي بفعل الموسيقى الصاخبة فيها الى المس والصرع، وتدفع الإنسان إلى إيذاء نفسه ومن يعترضه، لذلك كان يشطب نفسه بالشفرات في أنحاء عدة من جسمه، ولكنه اليوم استطاع الخروج من أزمته وهو يتمتع بكامل قوته العصبية والعقلية لأنه لجأ إلى الله وعزّز ايمانه به. مصالح الأمن بالمرصاد فتحت مصالح الأمن تحقيقا حول شقة بإحدى العمارات في المحمدية، بعدما وردت حولها شكوك بتحويلها إلى مرتع لممارسة طقوس عبدة الشيطان ومحاولة أصحابها ضم شباب جدد إليها. وتعود تفاصيل القضية حسب معلومات وردت من سكان العمارة أن المترددين على العمارة يتصرفون بغرابة، حيث كانوا يسمعون أنغام موسيقى صاخبة وأصوات غريبة تسببت في فوضى عارمة، فضلا عن ارتدائهم لملابس وتسريحات غريبة أثارت شكوكهم، وحسب التحقيقات فإن قاصدي الشقة يفوق عددهم ال20شخصا بمختلف الأعمار، كما أن معظمهم يحملون أوشاما ويرتدون لباسا شفافا بقبعات سوداء تحمل جماجم، وهي المواصفات التي دلت على إنضمامهم لطائفة عبدة الشيطان. من جهة أخرى تمكنت مصالح الدرك من إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص ببرج الكيفان، كانوا يعملون على استقطاب اكبر عدد ممكن من الشباب لجماعتهم بهدف ممارسة طقوسهم الغريبة وكذا توريطهم في إعتناق فكر (الإيمو) الذي يدعوهم إلى الشر والإباحية وتمجيد الشيطان، ليحثهم بعدها على الإنحراف من خلال إحتساء الخمور وتعاطي المخدرات.