ذكرت مصادر برلمانية، أن التحالف الذي عقده حزبا جبهة التحرير الوطني مع كتلة الأحرار بالمجلس الشعبي الوطني، يعد أول خطوة ملموسة نحو تشكيل تكتل نيابي يضمن تمرير التعديل الدستوري المرتقب عبر البرلمان. وأوضحت ذات المصادر، أن هذه الخطوة تم الإتفاق بشأنها بين عمار سعداني الأمين العام الجديد للأفلان ورئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول، خلال اللقاء الأخير بين الرجلين، حيث يعد تنسيق العمل البرلماني بين الجانبين من أهم بنود الإتفاق الموقع بين الحزبين. وأشارت المصادر، أن هذا التكتل الجديد الذي يجمع قرابة 300 نائب من المجموعات البرلمانية الثلاث بالمجلس الشعبي الوطني، من شأنه تأمين تمرير التعديل الدستوري بعد إحالته على البرلمان من قبل رئيس الجمهورية بحكم أنه يضمن أغلبية الثلثين لتزكية المشروع .وذكرت المصادر نفسها، أن بداية تشكيل تحالف برلماني في الوقت الراهن، من شأنه تعبيد الطريق أما التعديل الدستوري المرتقب، في انتظار انضمام كتل أخرى له، بشكل لا يبقي مكانا لعنصر المفاجاة عند عرض المشروع على غرفتي البرلمان للمصادقة، متى قرر رئيس الجمهورية ذلك. وبرأي هذا البرلماني، يعد التحالف الجديد تكتلا قام على أنقاض التحالف الرئاسي القديم بين الأفلان والأرندي وحركة حمس، قبل أن تنسحب الأخيرة منه، وهو ما أمن تمرير التعديل الدستوري عام 2008 رغم أن كتلا أخرى من خارج التحالف الرئاسي زكته في تلك المرحلة . وبشأن غياب كتلة الأرندي عن هذا التحالف، ذكر المصدر أن الأرندي مازال يعيش أزمة داخلية حاليا، وبالتالي فالقيادة المؤقتة للحزب متفرغة لتحضير المؤتمر الرابع، ولم شمل المناضلين. لذلك فالإنخراط في تحالفات سياسية قد يجلب لها مشاكل داخلية تعكر صفو هذه التحضيرات، رغم أن كل المؤشرات تؤكد حسب نفس المصادر أن قيادة التجمع الوطني الديمقراطي وحتى الحركة الشعبية بقيادة عمارة بن يونس، ستنضم لاحقا إلى هذا التكتل الجديد. وكان قادة الكتل البرلمانية الموقعون أول أمس على التحالف، أكدوا أنه سيستمر طيلة هذه الفترة التشريعية، وأوضح رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني الطاهر خاوة، أن هذه المبادرة تدخل في إطار "ترقية العمل التشريعي والتكفل الأمثل بانشغالات المواطنين، وهو مفتوح على كل الألوان السياسية بالمجلس. وقال أن "المبادرة ليست وليدة ظروف معينة، وسوف تستمر في العمل والتنسيق إلى غاية انتهاء العهدة التشريعية الجارية". من جهته، أوضح رئيس المجموعة البرلمانية لحزب تجمع أمل الجزائر عبازي محمد كمال، أن هذه المبادرة أبوابها مفتوحة للجميع، سواء كأفرد أو مجموعات بالمجلس الشعبي الوطني للمشاركة في أي عمل جماعي. وأكد عبازي إصرار مبادرة التحالف بين المجموعات البرلمانية الثلاث "دعم الاستقرار والأمن وثقافة الانتماء والمواطنة"، معبرا عن أمله "في توسع هذا التحالف ليشمل الجميع ويرتقي إلى موقع الريادة خدمة للمشروع الوطني الواسع والعميق".