كشف كبير أطباء "الكريملن" الروسي فينغي تشازوف، الذي كان ضمن الفريق الطبي الذي أشرف على علاج الرئيس الراحل هواري بومدين، بعد نقله إلى موسكو، أن الأخير أبلغه أنه تعرض لتسميم في طعام تناوله في الطائرة خلال عودته من مؤتمر الشرق الأوسط بسوريا عام 1978. وقال فينغي تشازوف خلال استضافته في برنامج "رحلة في الذاكرة" لقناة "روسيا اليوم" إن رئيس الوزراء السوفيايتي أليكسي كوسيجين أنذاك، كلفه رفقة أطباء آخرين بالإشراف على علاج الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، بعد نقله على جناح السرعة لموسكو للعلاج . وسرد ذات الطبيب الذي ضمن هذه الشهادة في كتاب له جديد تحت عنوان "الصحة والسلطة"، أنه فور تكليفه بهذه المهمة " طلبت فور وصول بومدين إلى المطار، بنقله مباشرة إلى المستشفى الذي أعمل به، بمرتفعات تيلال لينين بموسكو، وجاء بومدين مع زوجته، وبعد فحصه الأولي أدركت أن المريض في حالة سيئة جدا، واكتشفت أن جسمه مصاب بعدوى خطيرة، طالت جميع أجزائه، وعادة ما تظهر أعراضها في حالات أمراض الدورة الدموية". وكشف تشازوف لأول مرة، مادار بينه وبين الراحل بومدين من حديث بعد فحصه مؤكدا أن الرئيس الجزائري أبلغه " بأنه أكل شيئا ما في الطائرة سبب له تسمما خلال عودته من المشاركة في مؤتمر الشرق الأوسط بدمشق بسوريا". مضيفا " بعد هذا المؤتمر تدهورت حالة بومدين الصحية فقد فحصه الأطباء في الجزائر لكن لم يفهموا المرض، عندها دعوت كبار الأطباء والأخصائيين السوفيات، وبدأنا في علاج الزعيم الجزائري، الذي لم نستوضح سبب مجيئه إلينا ولم يذهب للعلاج في أوربا، ولم يذهب إلى فرنسا مع أن زوجته كانت ذات جنسية فرنسية". وبشأن الجهة المسؤولة عن تسميمه قال المتحدث " إنه لا يدري إن كان هناك طرف قام بتسميمه، فكل من عالجوه أكدوا أن المرض سرى في جسده بشكل غريب، فلم يتسن تشخيص المرض، وحالته لم تتحسن، فطلبت زوجته أن يعود لأرض الوطن، وبرفقته الأطباء السوفيات". وذكر أن جميع الأطباء وهم من خيرة أطباء موسكو، وافقوا على الذهاب إلى الجزائر وعندما وصلوا، تعرفوا على زملائهم هناك من أطباء فرنسيين ودول أخرى، يشكلون ما يشبه مجلس استشاري، وأضاف بأن " الاعتقاد كان سائدا بأن هناك سما في جسد بومدين غير وظائف جسمه، لكننا لم نقل أن هناك سما، بل قلنا فقط هناك تغيرا في معادلة الدم لدى المريض، وأن هناك عملية تجري لم نستطيع فهمها جيدا". وأكد تشازوف أن " العلاج جرى في جو سري للغاية، وذكر أن طبيبا سوفياتيا عاد إلى موسكو، وأخبره بأن العلاج بغسل الدم لم يأت بنتيجة". وأخبر أنه سمع بحديث مضمونه أنه " إذا مات بومدين فإن الأطباء السوفيات لن يخرجوا من الجزائر سالمين". يشار إلى أن هذه الطبيب الروسي المشهور له ضمن كتابه "السلطة والصحة" شهاداته ومذكراته الشخصية مع قادة العالم، خصوصا العرب ودول العالم الثالث، الذين قصدوا سابقا موسكو للعلاج ومنهم الزعيم المصري جمال عبد الناصر.