تعيش بعض العائلات بأحياء بلدية باش جراح، معاناة حقيقية أمام نقص المشاريع التنموية والمرافق الضرورية، حيث باتت البيوت القصديرية والأقبية المأوى الوحيد للكثير منهم أمام عدم استفادتهم من السكنات الاجتماعية، كما يعد حي النخيل من المناطق المهملة، وما زاد من تفاقم المشاكل أن مطالب السكان لم تلق صدى لدى المسؤولين. لاحظنا خلال زيارتنا للبلدية أنها تحولت إلى مفرغة للنفايات، حيث بات هذا الوضع يهدد بانتشار الأوبئة والحيوانات الضالة، كما لا تتوفر بها المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية الضرورية، وقد كشف أحد قاطني الأقبية، أنه يعيش برفقة أسرته المكونة من خمسة أفراد منذ سنوات في ظروف جد مزرية داخل قبو لا يتجاوز الثلاث أمتار، بدون ماء ولا كهرباء لتتقاسم العائلات القاطنة بالبيوت القديمة والآيلة للسقوط نفس المعاناة، بعدما عبّروا عن أسفهم الشديد لعدم ترحيلهم. وفي ذات السياق أكد سكان البلدية، أن المؤسسة الاستشفائية المتواجدة بالمنطقة لم تعد مؤهلة لتقديم العلاج لهم، كما أردفوا بقولهم أنها لا تتوفر على أطباء مختصين بكافة الأمراض، ناهيك عن غياب التجهيزات الطبية اللازمة، في حين أبدى قاطنو حي بلفور المتواجد بنفس البلدية إستياءهم الشديد من غياب الأمن، حيث صرحوا أن المنطقة قد تحولت إلى نقطة حمراء بفعل انتشار المنحرفين الذين يعترضون طريقهم لسرقة ممتلكاتهم، مؤكدين أنهم باتوا يتعرضون بالشوارع إلى التهديد بالأسلحة البيضاء. وطالب سكان بلدية باش جراح، المسؤولين بضرورة تجسيد مشاريع تنموية كفيلة بتخليصهم من المشاكل، آملين أن يتم ترحيلهم من الأقبية إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال.