لا تزال معاناة العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية ببلدية بابا أحسن متواصلة، والتي تجاوز عددها 400 مسكن قصديري في ظل غياب مشاريع تنموية من شأنها فك العزلة المفروضة عليهم في صمت منذ عدة سنوات. هاته الوضعية حتمت على المواطنين السكن وسط بنايات من القصدير تنعدم فيها أدنى ضروريات العيش الكريم. ولهذا السبب يطالب هؤلاء السلطات المحلية بضرورة الالتفات إليهم وترحيلهم الى سكنات لائقة تكفل لهم شروط العيش الكريم كباقي العائلات. هذا ويناشد سكان البيوت القصديرية السلطات المحلية ضرورة التدخل من أجل تسوية وضعيتهم العالقة منذ سنوات، وذلك باعادة إسكانهم في أحياء سكنية لائقة. إذ يعيش السكان حالة من الخوض والامتعاض الشديدين بسبب المكان الذي يقطنون فيه، الذي بات عبارة عن مفرغة عمومية للقاذورات و الأوساخ التي ملأت المكان، مازاد مخاوف المواطنين من الإصابة بمختلف الأمراض الجلدية . من جهة أخرى أبدى السكان استيائهم الكبير نتيجة المعاناة التي يتخبطون فيها يوميا وسط تلك الأحياء القصديرية التي باتت تشهد فوضى عارمة في الفترة الأخيرة ، خاصة مع زيادة عدد البيوت القصديرية في المنطقة بشكل كبير، والتي باتت تنتشر في المكان كالفطريات مع زيادة عدد الدخلاء عن المنطقة ما زاد من تخوف المواطنين. هذا وأكد عدد من المواطنين "للمسار العربي" بأنهم يعيشون حالة من الخوف والقلق الشديدين كونهم معرضين جميعا لمختلف الأخطار الصحية والأمراض الجلدية جراء الرمي العشوائي عوض رميها في الأماكن المخصصة لها، مازاد حياة هؤلاء السكان بؤسا وشقاء. حيث يعاني السكان يوميا من انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة التي تجد في المكان مرتعا لها، الأمر الذي دفع بعدد كبير من المواطنين بأن ينتفضوا على تلك الوضعية المزرية التي آلوا إليها، فضلا عن انتشار الحيوانات الضالة وتفشي الافات الاجتماعية و اللاأمن في المكان. وفي هذا الإطار صرح السكان بأن وضعيتهم تزداد سوء وتأزما مع حلول فصل الشتاء وتساقط كميات كبيرة من الأمطار، التي يتسبب ارتفاع منسوبها الى دخولها الى تلك السكنات عبر الجدران المهترئة و الأسقف التي تعاني هي الأخرى من التشققات. لتجبر العائلات على ترك سكناتها خوفا من تبعات هطول الأمطار بعد نفاذ كل الحيل المتوفرة لديهم لتجنب أخطار تلك المياه. وعليه يناشد سكان الأحياء القصديرية السلطات المحلية بضرورة التدخل من أجل تسوية وضعيتهم وترحيلهم الى سكنات لائقة.