تعيش قرى ومداشر بلدية تقلعيت الحدودية الواقعة في الجهة الجنوبية لعاصمة ولاية برج بوعريريج، والتي تبعد عن مقر الولاية بحوالي 50 كلم، حالة من التخلف التنموي جراء الركود والجمود الذي طال أمده على مستوى المشاريع التنموية بها، الشيء الذي أدخل السكان في بحث عن مخرج يقيهم شر الوقوع في المعضلات التي يحدثها تعطل المشاريع، ويعمل على الإسهام في قتل فراغهم بالقرية، حيث أن المنطقة حولها غياب الاهتمام بها إلى قرية نائية بامتياز، حيث يشتكي السكان من غياب عدة متطلبات تعتبر من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية جعلتهم يتذمرون صباحا ومساء، لذا يطالب القاطنون بهذه البلدية الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل وإعادة الاعتبار لبلديتهم المنسية. تقليعت تشكو نقص ضروريات الحياة وغياب المشاريع يعيش سكان بلدية تقلعيت على هامش الحياة الصعبة، إذ يشكو قاطنوها نقصا فادحا في أدنى ضروريات العيش الكريم، كما أنهم يعانون ظروفا حياتية صعبة حولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، وما زاد من معاناتهم الفقر والبطالة والتهميش، حيث تشكو البلدية من جملة من المشاكل التي أثرت سلبا على السير الطبيعي للحياة الاجتماعية للسكان الذين يفتقرون لفرص التنمية لاسيما وأن يومياتهم صعبة أكثر منها عادية وتخلو من مظاهر التحضر، كما تنعدم بالبلدية المرافق الترفيهية التي من شأنها أن تمتص الكم الهائل من الشباب العاطل عن العمل، فالسكان أنهكتهم المصاريف الكثيرة وطلبات عائلاتهم التي لا يقوون على تلبيتها، في حين لم يستطع السكان التخلص من القساوة الشديدة، فالأيام بالقرية صعبة خاصة أوقات البرد القارص والحرارة الشديدة، أين يطالب السكان بالتفاتة جادة من قبل السلطات لإخراجهم من دائرة التهميش. طرقات في حالة كارثية.. تزيد من عزلة السكان اليومية طالب السكان السلطات المحلية المعنية فيما يخص الطرقات بضرورة التدخل العاجل من أجل التكفل بانشغالهم المتمثل في تهيئة طرقات القرية التي تتواجد في وضعية مزرية منذ سنوات طويلة، وخاصة الطريق الرئيسي الذي يربط القرى و المداشر بمقر البلدية، والذي يعتبر همزة وصل بين ولايتي برج بوعريريجوالمسيلة، هذا الطريق الذي طالت به الأشغال أكثر من اللازم، حيث طالبوا بالإسراع في وتيرة الأشغال حتى يتمكنوا من استعمال هذا الطريق بارتياح، معبّرين عن معاناتهم المتواصلة في فصل الشتاء أين تكثر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات جراء انعدام قنوات الصرف بالمنطقة، بالإضافة إلى الغبار المنبعث في فصل الصيف، وضعية صعبت حياتهم ولاسيما تنقلاتهم، حيث أكد هؤلاء بأن الوضع بقي على ما هو عليه بالرغم من عديد الشكاوى و المراسلات التي رفعوها إلى المصالح المعنية، كما طالبوا السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تهيئة الطرقات التي تحولت إلى هاجس يؤرق يومياتهم، وقالوا بأنهم في بعض الأحيان يصعب عليهم الخروج من القرية بسبب الوضعية الكارثية التي تتواجد فيها الطرقات، وانعدام سبل أخرى للتنقل أو الخروج من القرية خاصة أثناء تساقط الأمطار، والتي تؤدي إلى امتلاء الحفر بالمياه والأوحال، مما يصعب على المارة السير عبرها. انعدام النقل يعمّق المعاناة ويزيد من قسوتها يؤرق يوميات السكان والمتمدرسين الغياب الحاد في وسائل النقل، إضافة إلى ما تعرفه طرق البلدية من تدهور، حيث يعرف النقل غيابا شبه كلي ولا توجد بالقرية وسائل نقل عمومية إلا سيارات الأجرة التي لا تكفي عدد السكان، مما يجعلهم في بعض الأحيان يستعينون بسيارات "الكلوندستان" إن وجدت، حيث لم تبق معاناة هؤلاء عند غياب ضروريات الحياة بل يشتكي السكان من إنعدام النقل الريفي وعدم وجود خطوط كافية على مستوى القرية، ما يضطر القاطنين إلى استعمال سياراتهم الخاصة أو كراء سيارات "الفرود" التي لا يستطيعون دفع تكاليفها الباهظة، وهذا ما لا يقدر عليه البعض من ذوي الدخل الضعيف، وعلى اثر نقص وسائل النقل وانعدامها في بعض الأحيان يضطر بعض السكان الى قطع مسافات طويلة على الأقدام بغية الوصول إلى الأماكن التي يتوفر فيها النقل، كما عبّر سكان البلدية عن تذمرهم مما يحدث خاصة مع كبار السن والنساء، في حين يطالب هؤلاء السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية النقل لولاية برج بوعريريج، بتوفير خطوط نقل لفك العزلة عن بلديتهم، حيث تكون التغطية على مدار اليوم لتسهيل تنقلاتهم رفقة عائلاتهم وقضاء حاجياتهم اليومية، ولهذا يلتمس العشرات من الجهات المعنية ضرورة التدخل العاجل وإيجاد حلول كفيلة لحل هذا المشكل الذي طال أمده. المستشفى مطلب ملح لا يجد صدى عند السلطات كما يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية للنساء الحوامل، ومطلب بناء مستشفى للولادة كان ملحا من طرفهم، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم جراء ما يتكبّدون من ويلات المعاناة والتنقل تارة إلى العيادات المتواجدة بالبلديات المجاورة، على غرار برج الغدير ورأس الوادي أو نحو مصالح الاستعجالات الطبية بعاصمة الولاية، وأحيانا يتنقلون الى ولاية المسيلة، وقال بعض سكان البلدية بأن انعدام مستشفى للولادة بالبلدية أضحى ينعكس سلبا على حياة نسائهم وحياة أبنائهم على حد سواء، بسبب ما قد يتعرضون له من مخاطر محدقة، وطالبوا من جهة أخرى المسؤولين على قطاع الصحة بولاية برج بوعريريج، بضرورة بناء مستشفى خاص بالولادة بالبلدية لتفادي وقوع كوارث صحية لنسائهم وأولادهم، وعدم استجابة السلطات لهذا المطلب أثار حفيظتهم واستياءهم من الوضع المزري الذي يعيشونه رغم عديد الشكاوي المقدمة إلى مصالح البلدية. تقليعت تغط في ظلام دامس يسلبها الشعور بالأمن ويشتكي أيضا سكان البلدية من انعدام الإنارة العمومية في الشوارع، الأمر الذي جعلهم يعيشون عزلة حقيقية في معظم المناطق والشوارع جراء انعدام الأعمدة الكهربائية، وطالبوا سلطات البلدية بضرورة تسجيل مشاريع لتوفير الإنارة العمومية بالشوارع قصد تفادي المشاكل الناجمة عن الظلام الدامس في معظم مناطق البلدية. بيوت هشّة تقلق سكانا يطالبون بالبناء الريفي طالب بعض سكان القرية السلطات المحلية بضرورة التدخل وانتشالهم من المشاكل التي يتخبطون فيها، والتي أثرت سلبا على حياتهم بالمنطقة، ومن بين هذه المشاكل مشكل السكن الذي يشتكي منه الكثيرون من أهل القرية، حيث قالوا بأن قائمة طالبي الدعم للبناء الريفي تزداد في كل سنة مع زيادة نسبة السكان بالقرية، ولكن البلدية لا تلبي كل هذه المطالب، وعن هذا المشكل طالب العديد منهم اضافة حصص أخرى لسكان القرية قصد استفادة عدد أكبر من السكان المحرومين من البناء الريفي. انتشار البطالة شبح آخر يؤرق شباب البلدية يعاني شباب البلدية مشكلة أخرى وهي غياب فرص العمل، حيث أن ظاهرة البطالة تفشت بشكل واسع في صفوفهم، إذ أن بلديتهم تفتقر لكل أنواع الاستثمار، ولأجل الحصول على لقمة العيش يمارس البعض منهم المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء والبعض الآخر يمتهنون الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي، كما عبّر شباب القرية عن قلقهم الشديد تجاه مستقبلهم، الذي خيم عليه نوع من الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية في القرية خاصة الجامعيين منهم، الذين تحصلوا على شهادات عليا في تخصصات مختلفة في كبريات الجامعات في الوطن ولكن بعد الانتهاء من الدراسة وجدوا أنفسهم يعودون الى حياة الفقر في قريتهم النائية التي لا يوجد فيها أدنى فرصة للعمل حتى في ميادين أخرى غير تخصصاتهم ،وعن هذا المشكل الذي طال عمره طالبوا من السلطات المعنية ومن المجلس الشعبي البلدي وعلى رأسهم المير توفير فرص عمل لائقة للشباب البطال بالقرية. إلى جانب نقص المرافق الترفيهية ومن بين المطالب التي يلح الشباب في طلبها بناء ملاعب "ماتيكو" لكرة القدم أو ملعب كبير يصلح للعب، وفي هذا الصدد، عبر سكان القرية من الفئة الشبابية عن أسفهم من النقص الملحوظ في المؤطرين والتجهيزات اللازمة على مستوى المرافق والهياكل الشبابية، التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث أضحى هذا النقص الحاد في المرافق الترفيهية يؤثر عليهم وينغص حياتهم، أماعن المشهد الثقافي والمرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، اذ يشتكي شباب البلدية تهميشا كبيرا من طرف السلطات، فلا وجود لملعب أو "ماتيكو" ليسدوا فيه فراغهم في ظل إنتشار البطالة في القرية، حيث يحتم عليهم التنقل إلى الحقول والمزارع غير المحروثة بحثا عن أوقات للرفاهية، في حين يزاول شباب المدن كل الرياضات في أماكنها المخصصة لكل رياضة، وهذا ما اعتبره هؤلاء تهميشا وحڤرة من طرف المسؤولين المعنيين جراء ما يعانيه شباب القرية، ويطالب هؤلاء كل من السلطات البلدية ومديرية الشباب والرياضة إدراج مشاريع يستفيد منها هؤلاء. الإقامة في تقلعيت والسوق في برهوم! يحمل سكان المنطقة في طيات احتياجاتهم مطلبا اخر أكثر من ملح، وهو فتح سوق بالبلدية لتمكين السكان من قضاء حاجياتهم بالمكان الذي يقطنون فيه، فبالرغم من أن بلدية تقلعيت يقطنها عدد معتبر من السكان وتعتبر همزة وصل بين ولايتين وكذلك تعرف حركة مرورية معتبرة الا أنها لا تتوفر على سوق، وهذا ما يجعل السكان يضطرون الى التنقل في كل مرة الى بلدية برهوم التابعة لولاية المسيلة لقضاء حاجياتهم اليومية، وهذا ما أصبح يثير حفيظتهم من النقص الحاد في أدنى ضروريات الحياة، وفي تصريح لأحد السكان قال بأنهم يقطنون ببلدية تقلعيت ويتسوقون ببلدية برهوم بسبب عدم توفر متطلباتهم اليومية بمقر سكناهم.