يواجه سكان قرية معدان ببلدية تيزي نبربر الكائنة بولاية بجاية، والتي تقع على بعد حوالي 35 كلم جملة من المشاكل الخانقة ونقائص كثيرة جعلت طريقة حياتهم بدائية إلى أبعد الحدود. وتأتي في مقدمتها انعدام غاز المدينة رغم استفادة المنطقة من برنامج تنمية ريفية إلى جانب شبح البطالة الذي حول حياة الشباب إلى جحيم حقيقي خاصة مع افتقار القرية إلى المرافق الترفيهية والثقافية ،كما يعاني السكان من نقائص الخدمات والتي تتلخص في انعدام قاعة للعلاج رغم وجودها لم تستغل بعد ومكتب بريدي. أول ما طرحه علينا سكان القرية في حديثنا معهم هو إشكالية اهتراء الطريق بسبب الحالة الكارثية التي يشهدها هذا الأخير، يضيف سكان القرية حديثهم عن معاناتهم مع انعدام غاز المدينة حيث أنهم يستعينون بقارورات غاز البوتان من أجل قضاء حاجياتهم اليومية رغم ارتفاع أسعارها في السوق ودخول هذه المادة مجال المضاربة حيث يقطعون مسافات طويلة للتزود بهذه المادة الأساسية. وصرح المعنيون عن استيائهم وتذمرهم جراء نقص الإنارة العمومية حيث تغرق هذه الأخيرة في ظلام دامس، الأمر الذي أضحى مصدرا لتخوفهم على منازلهم وممتلكاتهم من حالات السرقة والسطو نظرا لحالة الظلام التي تعيشها القرية في أغلب الأوقات. كما يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية بالقرية حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستيائهم جراء ما يتكبدون من ويلات المعاناة والتنقل تارة إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقر البلدية أو نحو مصلحة الاستعجالات الطبية بمدينة أوقاس. ومن جهة أخرى تحدث أيضا هؤلاء عن انعدام مكتب بريدي على مستوى قريتهم مما يضطرهم إلى التنقل نحومقر البلدية لسحب رواتبهم أواستلام طرودهم البريدية ما أثار تذمرهم واستياءهم من الوضع المزري الذي يعيشونه. من جهتهم شباب القرية عبروا عن قلقهم الشديد اتجاه مستقبلهم الذي خيم عليه نوع من الضبابية والغموض نتيجة غياب فرص عمل حقيقية خاصة بالجامعيين منهم، في هذا الصدد عبر محدثونا من فئة الشباب عن أسفها من النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبانية منها الثقافية والترفيهية والرياضية، ونتيجة لكل هذه النقائص فقد طالب معظم السكان الذين تحدثنا إليهم بضرورة إقامة المشاريع التنموية والاستثمارية بالمنطقة قصد إخراج القرية من عزلتها مع تحسين مستوى معيشتهم وذلك من خلال تعبيد طرقات القرية، لاسيما الطريق الوطني الذي يربط البلدية بولاية بجاية مرورا بالقرية واستحداث مناصب شغل لفائدة السكان المحليين قصد امتصاص ظاهرة البطالة وإخراجهم من دائرة الفقر والتهميش الاجتماعي، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مرافق ترفيهية ورياضية لفائدة الشباب الذي ضاع مستقبله أمام مرأى المسؤولين المحليين الذين تسبب تجاهلهم في خروج المنطقة عن مجال التغطية.