يعيش سكان قرية الشراردة، الواقعة ببلدية بن شود، شرق ولاية بومرداس، جملة من المشاكل الخانقة ونقائص كثيرة جعلت طريقة حياتهم بدائية إلى أبعد الحدود، وتأتي في مقدمتها انعدام غاز المدينة إلى جانب ذلك شبح البطالة الذي حوّل حياة الشباب إلى جحيم حقيقي، خاصة مع افتقار القرية إلى المرافق الترفيهية والثقافية كما يعاني السكان كذلك من نقص الخدمات والتي تتلخص في انعدام قاعة للعلاج ومكتب بريدي. أول ما طرحه علينا سكان القرية في حديثنا معهم، هو إشكالية اهتراء الطريق بسبب الحالة الكارثية التي يشهدها هذا الأخير، إذ إنهم يعانون الأمرّين جراء الوضعية التي آلت إليها أحد مقاطعه وبالخصوص على مستوى قرية بن عامر إلى غاية قرية أزرو، ما حوّل حياتهم إلى جحيم وأصبح من المستحيل استعماله بواسطة سيارات عادية لاحتمال إصابة القطع التحتية للمحرك عن طريق ملامسة الأرضية. انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة خلال حديثنا معهم، أخبرنا سكان القرية عن معاناتهم مع انعدام غاز المدينة، حيث إنهم يستعينون بقارورات غاز البوتان من أجل قضاء حاجياتهم اليومية رغم ارتفاع أسعارها في السوق ودخول هذه المادة مجال المضاربة، حيث يقطعون مسافات طويلة للتزود بهذه المادة الأساسية، إذ وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتنائها بعدما أضحت هذه الأخيرة مطلبا ملحا وهم في أمس الحاجة إليها. السكان في مجمل حديثهم صرّحوا لنا عن استيائهم وتذمرهم جراء التذبذب الحاصل في الإنارة العمومية في بعض الأحيان، حيث تغرق هذه الأخيرة في ظلام دامس، الأمر الذي أضحى مصدرا لتخوفهم على منازلهم وممتلكاتهم من حالات السرقة والسطو، نظرا لحالة الظلام التي تعيشها القرية في أغلب الأوقات. انعدام التغطية الصحية يعمق المعاناة كما يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية بالقرية، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم، جراء ما يتكبّدون من ويلات المعاناة والتنقل تارة إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقر البلدية أو نحو مصلحة الاستعجالات الطبية بدلس. وأضاف آخرون أن بسبب غياب قاعة للعلاج بالقرية أضحى ينعكس سلبا على حياتهم وحياة أبنائهم على حد السواء، بسبب ما قد يتعرضون له من مخاطر محدقة أو حوادث مختلفة تستدعي التنقل الفوري لتلقي الفحوصات اللازمة. ومن جهة أخرى، تحدث هؤلاء عن انعدام مكتب بريدي على مستوى قريتهم، مما يضطرهم إلى التنقل نحو مقر البلدية لسحب رواتبهم أو استلام طرودهم البريدية، ما أثار حفيظتهم واستيائهم من الوضع المزري الذي يعيشونه. ... وأزمة البطالة مشكل آخر عبّر لنا شباب القرية عن قلقهم الشديد اتجاه مستقبلهم، الذي خيم عليه نوع من الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية خاصة الجامعيين منهم. في هذا الصدد، عبر متحدثونا من الفئة الشبابية عن أسفهم من النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبابية، الثقافية والترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث أضحى يؤثر عليهم وينغص حياتهم. أما عن المشهد الثقافي أي المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، حيث تخلو من دار للشباب أو مركز للترفيه الذي يعتبر من الضروريات في حياتهم. ونتيجة لكل هذه النقائص، فقد طالب معظم السكان الذين تحدثنا إليهم بضرورة إقامة المشاريع التنموية والاستثمارية بالمنطقة قصد إخراج القرية من عزلتها مع تحسين مستوى معيشتهم وذلك من خلال تعبيد طرقات القرية، وتوفير غاز المدينة، وبناء قاعة للعلاج ومكتب بريدي، بالإضافة إلى استحداث مناصب شغل لفائدة السكان المحليين، قصد امتصاص ظاهرة البطالة وإخراجهم من دائرة الفقر والتهميش الاجتماعي، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مرافق ترفيهية ورياضية لفائدة الشباب الذي ضاع مستقبله أمام مرأى المسؤولين المحليين، الذين تسبب تجاهلهم في خروج المنطقة عن مجال التغطية.