دق المختصون في الزراعة بولاية الوادي، ناقوس الخطر نتيجة اكتساح حشرة ''الدودة القارضة'' محصول الطماطم لهذا الموسم واحتمال القضاء عليه، إذ تهدد محصول قرابة 1000 هكتار من الطماطم من أصل الآلاف المغروسة عبر تراب الولاية. ودعا المتخوفون من المختصين، وزارة الفلاحة إلى ضرورة تبني سياسة استعجالية لمجابهة هذا الخطر، كما أكدوا أن الطريقة التقليدية التي يستعملها الفلاح المحلي سواء في الزراعات الحقلية أو إقامة البيوت البلاستيكية تسببت في انتشار هذه الحشرة التي دخلت المنطقة من إسبانيا عبر المغرب في السنوات الأخيرة، وأصابت أشجار الحوامض ولم تفلح عملية مكافحتها الكيمياوية، حيث استطاعت التأقلم لتنتقل في المناخ المحلي، لتصيب الطماطم المغروسة في المساحات الحقلية المترامية. وكون المحصول مغروس في مناطق مفتوحة وشاسعة -كما أكد مهندسون- فقد ساهم ذلك في انتشارها بكثرة، وفقدان السيطرة عليها بحكم انتشارها الواسع في مراحل وجيزة، بالإضافة لعدم نجاعة الأدوية الكيماوية في القضاء عليها. والسبب في فشل نجاعة المبيدات الكيمياوية للقضاء على الحشرة، عدم وجود المبيدات ذات الجودة العالية في الأسواق المحلية، مؤكدين على ضرورة الانتقال إلى محاربتها بيولوجيا باستعمال مصائد خاصة، قبل هلاك المحصول ووقوع الفلاحين في خسائر جسيمة. أحد المهندسين الفلاحيين أكد ل"السلام" أن المناخ السائد حاليا بالمنطقة المتسم بالاعتدال يُساعد على انتشار ما يسمى علميا "أكروتيس"، وبالنسبة لمظاهر الإصابة والضرر على الذي تخلفه على المحصول يظهر عبر سيقان فسائل الطماطم، حيث تقرضها عند مستوي سطح التربة، لتصاب النبتة بالذبول ثم تهلك وتموت. ويضيف فلاحون أن الحشرة تضع بيضها داخل أغصان أشجار الطماطم ما يعني تكاثرها، وينبئ بكارثة حقيقية في حال نمو اليرقات بشكل سريع، إذ تحول الدودة القارضة جوف الغصن كعش لها، لتضع بيضها، ثم تقضم الأخضر واليابس حتى تهلك الشجرة، بما في ذلك حبات الطماطم النامية. وطالب المزارعون الجهات المختصة بمساعدتهم في مكافحة الدودة القارضة وجلب أدوية ذات جودة عالية من الخارج أو فسح المجال أمامهم لشراء مبيدات من تونس التي تحوي صيدلياتها مثل هذه المبيدات.