تعرف العديد من الأحياء الشعبية وحتى الراقية منها انتشار القوارض وكذا الحشرات الزاحفة والطائرة كالصراصير والبعوض· والمخترع الجزائري لم يبخل على الإبداع في هذا المجال خاصة وأن تلك الحشرات ملوثة للمحيط وجالبة للأمراض لاسيما مع تعدد الشكاوى المتكررة من ذوي الأمراض المزمنة حول أنواع تلك المبيدات المنتشرة في السوق والتي تؤدي إلى تأزيم وضعيتهم نتيجة إفرازاتها السلبية بالنظر إلى مكوناتها الكيميائية الخطيرة على الصحة· نسيمة خباجة هو ما اهتدى إليه السيد (أ· زينو) الذي فكر مليا في المشروع خاصة وأن منتوجه يرتكز على مواد طبيعية غير مضرة للصحة العامة لمختلف الفئات سواء ذوي الأمراض المزمنة وحتى الأطفال الذين تتخوف أمهاتهم دوما من التأثيرات السلبية لبعض المبيدات وكذا مبيدات القوارض الممتلئة بالسموم مما دفع المخترع إلى إبداع مواد جديدة نافعة للقضاء على القوارض وفي نفس الوقت هي بعيدة عن المخاطر كونها مرتكزة أساسا على مواد طبيعية غير سامة، وتنوعت منتجاته بين تلك المنتجات الخاصة بالبيت على غرار المواد المخصصة لإبادة الصراصير والنمل والحشرات الزاحفة إلى جانب منتجات ذات استعمال مهني خاصة بالمؤسسات دون أن ينسى الفلاح بحيث أنتج مضادات فئران الحقل وهو مشكل عالمي شائع يؤدي إلى هلاك المحاصيل الزراعية· اقتربنا من المخترع البارع السيد زينو فقال أن منتوجه الذي اختار له اسم (بت بايت) بالانجليزية ويعني (الطعم الصغير)، يعود بالذهب على الاقتصاد الوطني لو استغل استغلالا عادلا كونه منتوجا فعالا لاسيما مع تفشي المشكل الذي تعاني منه العديد من الأحياء المنتشرة داخل العاصمة وخارجها مما أدى بهم إلى التفكير في المشروع، وساندته أخته السيدة عبدو، وفكَّرا في المشروع منذ سنة 1998 ورأى طريقة إلى النور في عام 2006 بعد تحصلهم على قرض مصغر وأحرزوا الجائزة الأولى وطنيا في براءة الإبداع والاختراع لسنة 2010 بعد فعالية منتوجهم الطبيعي باعتباره أول منتوج في العالم غير سام ويقضي على القوارض والحشرات الزاحفة وينافس المنتجات العالمية التي لم ترق إلى ما وصل إليه المنتوج بفعل المواد الكيميائية المضرة للصحة التي تملاها ناهيك عن غلائها الفاحش· وأشار في معرض حديثه أن منتجاتهم التي دخلت إلى السوق هي في متناول الجميع من حيث الأسعار بحيث لا تتعدى أكياس حبيبات القضاء على القوارض من 25 إلى 35 ديناراً، وجال إبادة الصراصير والنمل والحشرات الزاحفة لا يتعدى هو الآخر سعر 60 ديناراً وذلك كله من أجل تمكين كل الطبقات من الاستفادة من تلك التركيبات الطبيعية النافعة لإبادة القوارض وفي نفس الوقت طبيعية وغير ضارة للإنسان كونها خالية من السموم كما أنها لا تحتوي على أي رائحة مضرة بالبيئة وبذوي الأمراض المزمنة على خلاف ما نراه من مبيدات تهدد الصحة وتستعمل حتى عبر الأحياء· ويضيف زينو (وعلى الرغم من العروض التي عرضناها على السلطات المكلفة فيما يخص تلك المنتجات النافعة حتى خارج البيت بحيث يمكن القضاء على أنواع الحشرات والقوارض من خلال وضعها بطريقة محكمة عبر فتحات قنوات الصرف قبل وصول تلك الحشرات الزاحفة والطائرة إلى البيوت عبر الشرفات، إلا أننا لم نجد أذانا صاغية) واشتكى من التهميش الذي تعرضوا له من خلال مناقصة وطنية فُتحت على مستوى ولاية الجزائر لذات الشأن وعلى الرغم من الاعتراف بفعالية منتوجهم من طرف ولاية الجزائر إلا أنهم لم يحظوا بالمناقصة التي كانت ستؤدي إلى رواج منتوجهم بالنظر إلى الكمية المطلوبة وهي تعادل 78 ألف طن وكانت ستخلق أيادي عاملة جزائرية، وقال إنه للأسف فضِّل المنتوج الإيطالي في المناقصة على الرغم من أن المنتوج الإيطالي لا يضاهي منتوجه من خلال التركيبة الطبيعية كونه ساما وضارا بالإنسان والمحيط· وقال إنه لم يفهم شيئا فكيف تشجع الدولة المبدعين وتصرف عليهم أموالا باهظة في إطار تدعيم المؤسسات المصغرة وبعدها يُقصى المخترع ويفضل عليه آخرون بما لا يعود على النفع لا على الاقتصاد ولا على الصحة؟! وأضاف أنهم صامدون ويواصلون خدمة الصالح العام بتلك المنتجات الفعالة والطبيعية إلا أنه طالب بضرورة التصدي لتلك (الأيادي الخفية) التي لا تهدف إلا لإقصاء المنتجات المحلية ودحر جهود المبدعين بتفضيل المنتجات المستوردة التي لا تضاهيها من حيث المنفعة والأسعار المغرية، وهي لخلفيات مشبوهة تطرح علامات استفهام كبرى؟!