أثار الغياب المفاجئ للأمين العام للأفلان عمار سعداني عن الساحة لمدة قاربت الشهر تساؤلات داخل أروقة الحزب العتيد وحتى خارجه عن أسباب تواري خليفة بلخادم عن الأنظار في مرحلة سياسية حساسة بعد أن أثار جدلا كبيرا بخرجاته الإعلامية منذ توليه المنصب نهاية أوت الماضي. كان اجتماع اللجنة المركزية للأفلان منتصف نوفمبر الماضي والذي شهد تنصيب مكتب سياسي جديد وكذا ترشيح الرئيس بوتفليقة رسميا لعهدة رابعة باسم الآفلان آخر ظهور إعلامي للأمين العام لجبهة التحرير الوطني بشكل أثار تساؤلات حول سبب هذا الغياب المفاجئ رغم أن الساحة السياسية تعرف حالة غليان مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية. ووفق مصادر من قيادة الأفلان فإن سعداني غادر مباشرة بعد دورة اللجنة المركزية وتنصيب المكتب السياسي الجديد وتوزيع المهام بين الأعضاء نحو فرنسا ولم يعد إلا في الساعات الماضية حيث ظل طيلة هذه الفترة غائبا عن مقر الحزب . ووفق ذات المصادر فإن الأمين العام للأفلان كان في فرنسا لظروف عائلية قاهرة منعته من مزاولة نشاطه السياسي خلال الفترة الماضية وقد أبلغ أعضاء المكتب الجديد بتولي مهامهم كل في مجال نشاطه لتغطية غياب الأمين العام بشكل جعل هؤلاء القياديين يتحركون لتنظيم نشاطات على مستوى القاعدة . من جهة أخرى ذكرت قيادات في الحزب العتيد أن غياب سعداني لا علاقة له بالظروف العائلية كما يروج له محيطه كون مثل هذه الظروف لا يمكن أن تدفع الأمين العام إلى هذا الصمت المطبق طيلة قرابة الشهر في وقت يتعرض فيه الحزب لانتقادات وهجوم من المعارضة فضلا عن الجدل الداخلي بشأن القرارات الأخيرة للجنة المركزية. وذكرت ذات المصادر أن سعداني الذي أطلق اتهامات وتصريحات نارية في كل الإتجاهات مع انتخابه خليفة لبخادم يكون قد اكتشف ما ارتكبه من انحرافات بشكل جعله وسط موجة غضب سواء من المؤسسات الرسمية وحتى حلفاء الأفلان في الساحة بشكل جعله يختفي عن الأنظار لامتصاص هذه الضربة إلى جانب توسع دائرة معارضيه في القيادة بعد خياراته المثيرة للإستغراب لعضوية المكتب السياسي.