عقدت أمس، المجموعة المعارضة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، تحت قيادة المنسق السابق للمكتب السياسي عبد الرحمن بلعياط، اجتماعا مع أعضاء في اللجنة المركزية، تزامنا مع اللقاء الذي جمع سعداني بالأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بمقر الأفلان في حيدرة. وقد أعلنت جماعة بلعياط أن "العتيد بريء من التحالفات والمواقف التي جره إليها خليفة بلخادم"، كما أعربت عن إدانتها ل«التصريحات العبثية التي تجرأت على مؤسسات الدولة الحساسة"، في إشارة صريحة إلى خطابه الأخير الذي تناول فيه المؤسسة العسكرية. وبالرغم من انقضاء أزيد من ثلاثة أشهر على تنصيب سعداني أمينا عاما، إلا أن جماعة بلعياط وأعضاء اللجنة المركزية الملتفين حولها الذين يشكلون أقلية حسب تأكيد القيادة الحالية، لم ترم المنشفة أو تستجب لنداء "المصالحة" الذي أطلقه الأمين العام الجديد. وفي هذا الصدد، عقدت المجموعة أمس لقاء موازيا للقاء الذي جمع سعداني بحنون، وأصدرت بيانا باسم اللجنة المركزية حمل الشعار الرسمي للحزب، تدعو فيه إلى تعبئة اللجنة المركزية من أجل سحب البساط من القيادة الحالية والتصدي لما اعتبرته "تماديا في خرق مبادئ ومثل وقيم وأدبيات الحزب". وأعرب البيان الذي حمل توقيع بلعياط نيابة عن اللجنة المركزية عن أسف هذه الأخيرة ل«المنحى الخطير الذي طرأ على حياة الحزب واللجنة المركزية بعد سلسلة التصدعات والصراعات التي لوثت البيئة السياسية والأجواء النضالية منذ المؤتمر التاسع في 2010". وذكر البيان أن هذا الوضع لم ينته كما كان منتظرا بسحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، حيث حمّل القيادة الحالية مسؤولية انحطاط الخطاب والتوجه الرسمي للعتيد. وأعلن المصدر ذاته براءة اللجنة المركزية من "المواقف والتصريحات الأخيرة المعلنة باسم الحزب التي تجرأت عبثا لوصف وتقييم مراحل حاسمة ومؤسسات حساسة في حياة البلاد. وأضاف بلعياط متهما القيادة الحالية بمحاولة "إقحام الحزب في تحالفات أو منابر أو تجمعات مع تغييب ومصادرة إرادة الإطارات والمناضلين وصلاحيات الهيئات الحزبية". من جانب آخر، دعا الأمين العام عمار سعداني في بيان له أمس، أعضاء اللجنة المركزية إلى حضور أشغال الدورة العادية للجنة يوم 16 نوفمبر الجاري، بفندق الأوراسي الذي شهد تزكيته يوم 29 أوت الماضي، وهي الدورة الأولى التي يشرف عليها منذ اعتلائه الأمانة العامة. وينتظر أن يفرج عن تشكيلة المكتب السياسي خلال هذه الدورة، وكان سعداني قد وعد بعرض القائمة المقترحة على أعضاء اللجنة المركزية للمصادقة عليها وإبداء موافقتهم أو رفضهم للأسماء المقترحة لتولي الهيئة التنفيذية بالحزب.