حطت "السلام" ضمن سلسلة جولاتها التفقدية لنقل الحقيقة التي يعيشها المواطن الباتني عبر ال61 بلدية بها، الرحال ب"حي الهناشر" أحد أحياء أكبر دوائر عاصمة الاوراس الأشم، دائرة مروانة أو كما يطلق علها قديما "كورناي"، وكانت الزيارة بعد الاحتجاج الذي قام به سكان هذا الحي مؤخرا أين أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم "77" معبرين عن غضبهم التام تجاه الجهات الولائية والمحلية التي غابت فيهم روح المسؤولية. كان غياب أبجديات الحياة الضرورية على حد قول أحد المواطنين الذي التقينا بهم، الحقيقة التي ذهلنا لمواجهتها ما إن وطئت أقدامنا المنطقة حيث رأينا بأم أعيننا الحقيقة المرة التي تعيشها 900 عائلة بهذا الحي التابع لبلدية مروانة والذي يبعد عنه بحوالي 1 كلم والذي لا يزال تحت رحمة العبودية، ولم ينل الاستقلال إلى يومنا هذا لأن الحي لا يزال يعيش حياة بدائية من انعدام للماء والغاز والشبكة الصرف الصحي ونقل المسافرين وكذا النقل المدرسي، كما أن المرافق الشبانية منعدمة، هكذا ترك الاستعمار هذه الأرض الطيبة حين غادرها ليمر أكثر من نصف قرن على حي الهناشر دون أن يتغير شيء على مستواه بل ظل الوضع على حاله. "دور المنتخبين المحليين ضعيف وعليهم بدفع عجلة تنمية الولاية" انتقد المواطنون اثر جولتنا التي قمنا بها في هذا الحي دور المجالس الولائية والبلدية والوطنية كذلك، حيث أن هذا الحي يزوره ممن يريد الوصول إلى كرسي ويغادرونه إلى أين يحين مجددا موعد الانتخابات، وهكذا تمر الأوقات والسنوات ولم يستطع المنتخبون التفريج عن هذا الحي حتى في أبسط الضروريات أن دور هذه المجالس خاصة منها الولائية والوطنية يكون دوره من خلال الاتصال المباشر مع المواطنين عبر مختلف ببلديات الولاية لنقل انشغالاتهم للجهات الوصية وحلها، ولكن الوضع بقي على حاله في العديد من بلديات الولاية، حيث أن منتخبي المجلس الوطني الكثير منهم أعجبتهم أجواء العاصمة وأحيائها العريقة، ونسوا أن باتنة تنتظر مجهوداتهم من خلال اتصالهم المباشر مع الوزارات. المدرسة الابتدائية "حمام لخضر" إسطبل بعيد عن نموذج للتدريس استهلينا جولتنا التطلعية التي قادتنا الى الحي بزيارة المدرسة الابتدائية الوحيدة المتواجدة به، حيث ان ضروريات التدريس والعمل منعدمة من أصلها فلا عمال متوفرين لإنجاح العمل التربوي متوفرين ولا أساسيات العمل متوفرة، حيث أن الإدارة منعدمة تماما والإداريون يشغلون مقر السكن الوظيفي زد على ذلك اهتراء المعدات من طاولات وكراس وأبواب التي يعود تاريخ اقتنائها الى 30 سنة من قبل، دون الحديث عن انعدام الغاز الذي دفع بالجهات الوصية بالمؤسسة الى استعمال المازوت الذي يهدد حياة التلاميذ بسبب الغازات التي يفرزها، وكانت الشغل الشاغل الذي لم يلق له المسؤولون بالمؤسسة حلا هو انعدام قنوات الصرف الصحي، إذ أن التلاميذ مهددين بالإصابة بأوبئة من استعمالهم لمراحيض أكل عليها الدهر وشرب، أما عن المطعم المتواجد بها عند دخولنا إليه وجدنا عاملا يشغل كل الوظائف، ووجدناه باردا لحد أنك تظن أنك في ثلاجة كبيرة بسبب انعدام الغاز به، فضلا عن المقر أصلا المهدد هو الأخر بالسقوط فوق رؤوس مستعمليه. وقد اشتكى المسؤولون بالمؤسسة من تصرفات المدير الذي سبق توليه لأمور للابتدائية الذي لم يرد التنازل عن السكن الوظيفي التابع لها وجعله عرضة للفساد والاهتراء منذ 10 سنوات كاملة. التهيئة وشبكة الصرف الصحي الشغل الشاغل لسكان حي الهناشر ما لمسناه خلال زيارتنا هو الحديث فقط عن إشكالية انعدام شبكة الصرف الصحي بحي تماما مادفع بالمواطنين الى استعمال وسائل بدائية لصرف النفايات المنزلية، حيث أنهم قاموا بحفر "المطامير" لسد حاجياتهم اليومية مع هذا الإشكال رغم أن الحي استفاد خلال العهدة السابقة حسب المواطنين من مشروع لتعميم شبكة الصرف ولكن المقاول لم يكمله وبقي المشروع موقفا ولم ير النور الى حد الساعة، فالزائر الى هذا الحي لا يسير بعض الأمتار وإلا ووجد العجلات وبعض الحجار والمتاريس لتوضيح أن الطريق به "مطمور "ل اجتنابه وعدم الوقوع فيه، وعلى لسان أحد المواطنين أن العديد من المنازل لم تستطع حتى أن تنجز مطمورا لها بسبب ضيق المكان إذ أنها تقضي حوائجها سواء في الشتاء البارد أو تحت أشعة الشمس الحارقة في العراء. كما تشكل كذالك نقطة شبكة الطرقات والتهيئة بالحي نقطة سوداء به إذ أن جل الطرقات المتواجدة به لم تعرف لها أي نوع من التهيئة أو التعبيد، حيث أنها لا تزال أتربية تصنع الحفر وبرك الماء في الشتاء والغبار المتناثر منها في فصل الصيف، حيث أن المواطنين الذين التقيناهم وجدانهم يلبسون "الليبوط" الحل الوحيد للسير براحة أمام برك الغرق التي تعيق السير بالحي. واقع قاتم زاده الافتقار للماء الشروب والغاز الطبيعي سوء أضاف المواطنون أثناء تواجدنا بالحي عدد النقائص التي يفتقرونها وهذا بعد أن كانت جريدة "السلام " كأول مؤسسة إعلامية خاصة تتنقل الى منطقتهم وتجوبها لنقل الحقيقة من حذافيرها، حيث أن السكان لم يعرفوا نعمة الغاز منذ الاستقلال إذ أنهم أثقل كاهلهم من اقتناء قارورات غاز البوتان المادة من وسط مدينة مروانة وان وجد في بعض الأحيان خاصة في فصل الشتاء، أين يزيد الطلب عليه وتتضاعف معاناة المواطنين مع هاته المادة الضرورية التي تستغل في التدفئة والطهي، فلا تزال العديد من العائلات وبسبب غلاء مادة تستعمل الوسائل البدائية من الحطب قصد الاحتماء والطهي. وعن الماء الشروب الذي يعد انشغال زاد من حدة تأزم عيش 900 عائلة بالحي الذي لم يعرف هاته النعمة منذ أكثر من 4 سنوات كاملة على حد قول السكان، إذ أن صهاريج الماء في أربعة فصول كاملة هي الحل الوحيد للسكان. النقل العمومي والمدرسي غائب والجهات الوصية في غفلة تامة ربما الفئة المتمدرسة والمتعلمة والجيل الناشئ هو الأمل الوحيد لآبائهم، حيث أن هذا الحي الذي يبعد عن وسط المدينة ب1كلم يتكبد فيه التلاميذ في أطوار المتوسط والثانوي كل يوم معاناة كبيرة للالتحاق بمقاعد الدراسة، إذ أن البرد القارص والأمطار تزيد من معاناتهم مع افتقارهم للنقل المدرسي، إذ تجد في كل صباح العشرات من التلاميذ يسيرون مشيا أو يستعينون بشتى أنواع النقل المهم الوصول الى المدرسة خوفا من التغيب وزيادة الطين بلة، فضلا عن هذا طرح كذالك السكان إشكال افتقار الحي للنقل الحضري الذي ينقلهم من والى وسط المدينة لاقتناء حاجياتهم اليومية مؤسسة الصحة الجوارية بحي الهناشر آيلة للسقوط يعرف القطاع الصحي بهذا الحي حالة استقرار به بسبب الخدمات التي يوفرها هذا المركز الوحيد المتواجد بالحي، حيث أن الطبيب والممرض على تواجد دائم بالمؤسسة لضمان العلاج الدائم للسكان مع توفر كذالك وسائل العلاج التي تضمن الخدمات الصحية الدائمة والمستقرة، خاصة وأن الصحة هي العمود الفقري في الوسط المعيشي للمواطن، غير أن المقر الذي أكل عليه الدهر وشرب بسبب قدم، حيث أن أسطح أجنحة المؤسسة تآكلت أسطحها واهتراء، أصبحت غير لائقة مما أصبح من الداعي تحرك الجهات الوصية لإعادة الاعتبار له، فيما يفتقر المركز كذالك لشبكة الصرف. مير بلدية مروانة يعترف بالنقائص ويعد السكان بمشاريع تحفظ كرامتهم اعترف رئيس المجلس الشعبي البلدي، لبلدية مروانة بولاية باتنة، السيد"عمر موازين" عند نقلنا لمجل المشكل التي يعاني منها سكان هذا الحي ،أين كشف لنا عن شبكة الصرف الصحي ان المشروع كان مبرمج في العهدة السابقة وعندما توفي المقاول شخصيا توقف المشروع بينما سعى المجلس الجديد لبرمجة مقاول جديد لإتمام الأشغال بينما عن التهيئة والماء فقد وعد بوجود مشاريع خاص بالحي ستنطلق في سنة 2014، أما عن الغاز فهذا المشكل يقع على عاتق مديرية الطاقة والمناجم، فيما اعترف بفشل البلدية أمام توفير حافلة للنقل المدرسي. المنتخبة نوارة خليفي:"الحي يعيش وضعا متدنيا والاحتجاج أسلوب خاطئ" نقلنا الحقيقة كذالك للمنتخبة بالمجلس الشعبي الوطني السيدة "نوارة خليفي" على اعتبارها أنها ابنة تلك المنطقة فكشفت لنا أنها قامت بدورها اثر الاحتجاج الذي قام به سكان الحي على التراجع عن هاته الأعمال في شتى الظروف وأن ماهو مسلوب منهم من حقهم في التنمية لايرجع بالعنف، مؤكدة بدورها لوقوفها مع هؤلاء السكان أين قامت بنقلهم الى السلطات الولائية قصد الاستماع الى انشغالاتهم وحلها في القريب العاجل. غادرنا المنطقة الفلاحية المتواجدة إداريا ببلدية مروانة في الجهة الشمالية للولاية حاملين أمل سكانها في أن تهز حروف "السلام"، صمت الجهات المسؤولة الجديدة طالبين من والي باتنة رد الاعتبار لهذه المنطقة الثورية.