لا تزال ردود الأفعال متواصلة من طرف الآلاف من الجزائريين للتصدي للحملة التي تقودها إسرائيل وباريس وقطر وتنفذها عن علم وعن جهل أطراف جزائرية على الأنترنت بخصوص الشروع في مسيرة وطنية يوم 17 سبتمبر. وجاءت معظم الشعارات المناوئة للمسيرة تقول “لا للمؤامرة” “لا لخدعة الجزيرة” “أخطونا يا العرب” و«لا تقعوا في فخ 17 سبتمبر”. ولم تنس الشعارات المرفوعة المتفلسف الفرنسي “برنار – هنري ليفي” إذ جاءت إحدى الصور فيها يد مرسوم عليها العلم الجزائري في وجه الكاتب الفرنسي كأنها تلقمه حجرا. وجاءت كثير من التعليقات على الفيس بوك تشير إلى أن “برنار – هنري ليفي” ليس إلا همزة وصل بين إسرائيل وفرنسا وبين الثوار العرب في محاولة لإعطاء التدخل الغربي صورة المثقف المحب للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في العالمين العربي والإسلامي. غير أن جرائم المتفلسف في ليبيا لا تخفى على أحد إضافة إلى أنه ورط الثوار في علاقة غريبة مع إسرائيل إذ تكررت رحلاته بين بنغازي وتل أبيب وبين تل أبيب وباريس، إلى درجة أزعجت الجناح الوطني داخل المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وخلصت الحرب على الأنترنت بين الجزائريين المناوئين لمسيرة 17 سبتمبر والجزيرة إلى ضرب مواقع الجزيرة التي اعتبرت نفسها أكثر من مؤمنة إعلاميا ولم تسلم صفحة قناة الجزيرة على الموقع الاجتماعي “فيس بوك” عند عودتها مجدداً بعد عملية القرصنة التي قام بها “هاكرز” جزائريون من الانتقادات اللاذعة لطريقة تناولها وتحليلها للأخبار الخاصة بالجزائر وهو ما اعتبره الأعضاء أنه أسلوب تحريضي وغير موضوعي إضافة إلى أنه منوط بأجندة قطرية -فرنسية - إسرائيلية. فمن التعليقات المتكررة على الصفحة:«الآن جاء دور الجزائريين بعد شبيحة الأسد” بهذا التعليق : “الجزيرة لعبة أمريكية قديمة وصار برقبتها دم كثير .. وتعليق آخر “احذروا مثل هذه الأخبار .. فقط تحاول الجزيرة من خلالها استدرار عطفكم فهذه القناة ليس لديها أي علاقة بالعمل الإعلامي بل أجندتها معروفة سلفاً .. وإلا لماذا تحارب من الكثيرين حتى ممن لا تعرف بلدانهم أي ثورات؟ ولا شك أن “برنار هنري ليفي” الذي يتابع الأمور على الأنترنت ويتواصل بانتظام مع المسيرين أصيب بالدهشة والخيبة أمام تعليقات وطنية من النوع الذي ملأ صفحات “الفيس بوك” هذه الأيام.