يرى الأستاذ في علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر بن روان بلقاسم أن مصادقة مجلس الوزراء هذا على مشروع قانون الإعلام العضوي الذي يقترح فتح قطاع السمعي البصري وفقا لاتفاقية تبرم بين الشركة الجزائرية التابعة للقانون الخاص المعنية والسلطة الضابطة للمجال السمعي البصري يتجاوب مع كل ما تشهده الجزائر من تغيرات داخلية، وكذا مع مطالب الفاعلين السياسيين في المجتمع ويتماشى مع الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي باشرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والمتوجة بجملة المشاورات التي تمت الصائفة الماضية. وأوضح بلقاسم بن روان أن فتح قطاع السمعي البصري يمكن الفاعلين السياسيين والاجتماعيين من التدخل وكذا يمكن المجتمع من وجود سلطة سياسية وسلطة مضادة لأنه كما قال لا يمكن للمجتمع الحالي في ظل هذه التغيرات الدولية «أن تبقى السلطة هي فقط تمثل نفسها وتمثل المعارضة». وأكد الأستاذ على أنه حان الوقت لفتح قطاع السمعي البصري لكن ضمن ضوابط محددة بدفتر شروط واضح ودقيق وهذه الضوابط موجودة في كل الدول التي خاضت هذه التجربة، مشيرا إلى أنه وحسب تقديره يمكن التفكير في بعث المجلس الأعلى للإعلام كهيئة ضابطة ومحايدة. وأضاف بن روان أن كل هذه الإجراءات ستسمح للقطاع الخاص بأن ينشط في قطاع السمعي البصري وكذا تفتح المجال لكل الفاعلين. كما اعتبر المتحدث أننا متأخرون في هذا المجال مقارنة ببعض الدول العربية وغيرها، ولذلك فقد آن الأوان لأن تفتح الجزائر فضاءها الإعلامي الثقيل بضوابط محددة في أقرب الآجال مبرزا أن هذه الخطوة ممكنة جدا في الوقت الحالي. وعزا بلقاسم بن روان ضرورة التعجيل في فتح قنوات إذاعية وتلفزيونية خاصة إلى الدور الكبير الذي أصبحت تضطلع به وسائل الإعلام في بناء وتشكيل الرأي العام، معتبرا أن تفكير الشباب الجزائري وكل الفاعلين أصبح غيرنا هو الذي يبنيه.. لذلك من الضروري فتح المجال لكل القدرات الوطنية لكي تجتهد في بناء وتشكيل وتوضيح الرأي العام لأن مسألة الانغلاق لم يعد لها معنى في عالم مفتوح. وعن مدى استعداد الجزائر لخوض تجربة خوصصة القطاع السمعي البصري .قال بن روان «إن المسألة لا ترتبط بالاستعداد وإنما ترتبط بوجود الإرادة السياسية سواء عند السلطة السياسية والمجتمع وهذه الإرادة متوفرة حاليا، حيث عرف مجتمعنا نوعا من النضج السياسي». وأكد الأستاذ في هذا الجانب على أن الجزائر مضطرة لفتح قطاع السمعي البصري فهي «ليست مخيرة» حتى لا نسقط في التناقض مابين الحديث عن اقتصاد السوق وخوصصة وسائل الاقتصاد وخوصصة البنوك وبين غلق وسائل الإعلام الثقيلة. ومادمنا ننتهج نظاما رأسماليا وسوقا مفتوحا يجب أن ننتهج سياسة إعلامية وسمعية بصرية مفتوحة.