قال مسؤول قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فرج فنيش، إن جماعات مسلحة تستخدم الجهاد غطاء ل"الإرهاب" ولممارساتها الإجرامية في دول الربيع العربي، وبعض البلدان الأخرى على غرار الجزائر، وتعمل على زعزعة استقرارها. وقال المسؤول الأممي أمس، في تصريح على هامش ندوة المعهد الإسكندنافي لحقوق الإنسان حول "الإعلام العربي عقب الربيع العربي"، إن هناك مجموعات اليوم لا تمت بصلة لحقوق الإنسان موجودة على أرض الواقع في دول الربيع العربي وتمارس السلوكيات نفسها التي مارستها أنظمتها السابقة، وهي جماعات مسلحة تدعي الإسلام مرجعية، وترفع شعارات الجهاد في سبيل شيء معين، ليس له علاقة لا بحقوق الإنسان ولا بحرية المعتقد ولا بحرية البشر ولا باحترام الأقليات الدينية والتنوع الديني، كما هو عليه الحال في سوريا. وأضاف فينيش أن هذه الجماعات تستخدم الجهاد غطاء للإرهاب ولممارساتها الإجرامية في العديد من الدول التي شهدت وتشهد أحداث الربيع العربي، ودول أخرى على غرار الجزائر، تعمل على زعزعة استقرارها. ووصف المتحدث الجماعات المسلحة الجهادية بأنها "حركات تؤمن بأشياء لا تحترم حقوق الإنسان ولا تعترف بالديمقراطية التي من أجلها خرجت الجماهير إلى الشوارع، ولا تختلف في شيء عن الحكام الذين ينتهكون هذه الحقوق، وتمارس التحريض والتمييز والقتل والإقصاء، وتساءل: "كيف يمكن أن نبني ربيعاً بهذا النوع من الهمجية والتفكير؟"، وأشار المتحدث إلى المثال التونسي بقوله إن هناك إرهابا باسم الجهاد وقتل للمعارضين. وأشار فنيش إلى أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان نددت بممارسات هذه الجماعات المسلحة وقدّمت تقارير في الجمعية العامة وفي مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن الانتهاكات التي ترتكبها، وتعتبرها ترقى إلى جرائم ضد، في إشارة إلى إمكانية تعرض هذه الجماعات للمحاسبة، إضافة إلى تقديم اقتراحات وتوصيات إلى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية التي تنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.