وجد الكثير من المختصين والناشطين في القطاع أن التغني بالطالب في يومه الوطني، أمر صعب، نظرا لتفشي بعض المظاهر السلبية في جامعاتنا، لاسيما أن المظهر العام يعطي وجها "مشينا للطالب الجزائري"، خاصة وأن تاريخ الطلبة الجزائريين مرتبط بأحداث الثورة وكانوا رافدا من روافدها. المواكب للمسار الطلابي يلاحظ أن هذه المنظومة تعرف تراجعا وتدهورا ملفتا مقارنة مع عقود سابقة حين كانت الشهادة الجامعية تعادل أهم الشهادات الدولية، وكان الطالب صاحب عدة معرفية لا يستهان بها، لكن الراهن يقدم معطيات أخرى جردت معظم الطلبة من المعنى الحقيقي لدورهم النبيل، وتسببت في انتهاك حرمة الجامعة وأخلاقياتها، فأصبحت وكرا لممارسات أخرى. وأرجع عبد المالك بلعور، عضو بالمجلس الوطني للاتحاد الطلابي الحر، سبب تراجع المستوى الجامعي، إلى عدم تطوير البرامج المنتهجة في جامعاتنا منذ سنوات، وقال إنه يفترض تجديد البرنامج وفق ما يقتضيه الراهن لمواكبة المنظومة الجامعية الدولية، مؤكدا أن الاتفاقيات التي تبرمها الوزارة غير مجسدة على أرض الواقع. وشدد المتحدث على ضرورة تطوير أساليب البحث العلمي وتوفير الأجهزة والإمكانيات لتكثيف الدروس التطبيقية، مشيرا إلى أن اهتمامات الوزارة الوصية ترتكز على توفير الإمكانيات البيداغوجية، وهذا ما اعتبره المتحدث غير مجد، في غياب الكفاءات والاستعانة بالخبرات الأجنبية الناجحة في البحث العلمي. وعن انتهاك الحرم الجامعي وتفشي المظاهر السلبية، قال المتحدث إن الأمر مسؤولية تشترك فيها الأسرة الجامعية كلها وعلى رأسها الوزارة الوصية، إضافة إلى الجانب الأمني، وقال إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تطبق الإجراءات الردعية اللازمة للقضاء على هذه السلوكات السلبية، وبصفته عضوا بالمجلس الوطني للاتحاد الطلابي الحر، طالب بلعور، بمراجعة الاتفاقيات التي تم توقيعها مع شركاء من الدول المتطورة والتي لازالت مجمدة.