الأمين العام الجديد للاتحاد الوطني للطلابي الحر مصطفى نواسه نطالب بتفعيل قانون التعريب وأخلقة الجامعة الجزائرية يكشف الأمين العام الجديد للاتحاد الوطني للطلابي الحر مصطفى نواسه في هذا الحوار عن أهم التحديات التي تواجه العمل المطلبي داخل الجامعة الجزائرية، في ظل الإعلان عن ميثاق أخلاقيات الجامعة الذي لقي انتقادا لاذعا من طرف الحركات الطلابية بسبب تهميشها في إعداد بيانه الختامي... كما يكشف المتحدث عن أولويات الطلابي الحر في المرحلة القادمة في ظل تراجع التعريب والبحث العلمي في الجامعات، بالإضافة إلى رداءة الخدمات الجامعية والغموض القائم في التطبيق الواقعي لنظام "آل آم دي". لازالت قضايا الإطعام، النقل والإقامة أكبر انشغالات الطالب الجزائري وهو يحتفل بيومه الوطني؟ -نحن كاتحاد نتأسف لهذه الوضعية التي تهدف إلى تقزيم دور الطالب وحصر دور المنظمات الطلابية في النضال على تأمين الأكل والنوم لا غير، في حين ذكرى 19 ماي تأتي كل سنة لتذكرنا بالدور الحقيقي الذي لعبه طلبة الأمس في دفع الثورة والمساهمة الفعالة في تحرير الجزائر، فالتحدي الذي نرفعه اليوم هو الارتقاء بالطالب من جميع الجوانب الفكرية، وجعل الجامعة فضاء حقيقيا للمعرفة والبحث، نحن نرفض أن تكون الإقامات الجامعية عبارة عن مراقد لتأمين النوم والأكل فقط. هل أشركتم في إعداد ميثاق أخلاقيات الجامعة الذي أعلنت عنه مؤخرا الوزارة الوصية؟ -لقد اطلعنا على البيان الختامي للميثاق من خلال الصحافة، ولقد همشنا تماما في إعداد صيغته النهائية، نقولها بكل صراحة نحن نرفض أن يكون هذا الإجراء مطرقة على رأس الطالب ووسيلة للتضييق على العمل المطلبي داخل الجامعات، ومن غير المعقول أن يتم الإعلان عن ميثاق أخلاقيات الجامعة دون إشراك الأسرة الجامعية بجميع أطيافها، فالميثاق الذي يكون له أثر إيجابي في الواقع هو الذي ساهم في إثرائه جميع الأطراف والهدف منه ترقية الطالب، وليس تخويفه أو تهديده فالطالب دخل الجامعة ليصبح إطارا وليس ليتابع قضائيا. ماهو تقييمكم لنظام "آل أم دي " بعد 6 سنوات من اعتماده؟ من هذا المقام ندعو إلى تطبيق هذا النظام كاملا أو يترك كاملا، فمن غير المعقول أن يجد الطالب نفسه في العديد من الجامعات مرغما على التوقف عن الدراسة بسبب غياب الليسانس المهني وانعدام برامج وأساتذة الماستر ناهيك عن الدكتوراه، وصلتنا أصداء عن تراجع النظام الكلاسيكي السنة المقبلة وتعميم تجربة "آل آم دي"، ولذلك نحن نشدد على ضرورة تقييم التجربة قبل تعميمها. دعوتم مؤخرا إلى ضرورة أخلقة الجامعة وتطهيرها من مظاهر الانحراف؟ -لقد تغلغلت إلى الجامعة الجزائرية مؤخرا العديد من المظاهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا، من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي والدعارة والمخدرات والتدخين وكثرة الغرباء، مما يتطلب التحرك العاجل من أجل القضاء على هذه المظاهر قبل أن تتحول الجامعة إلى وكر للفساد والمفسدين، وهذا بإشراك جميع الأطياف الجامعية من إدارة وتنظيمات وطلاب. تحدثتم في المؤتمر الأخير عن تراجع رهيب للتعريب بالجامعات الجزائرية؟ -نحن ندعو من هذا المقام إلى ضرورة تفعيل قانون التعريب في الجامعات الجزائرية خاصة في المدارس التحضيرية التي نرفض تماما أن يتم التدريس فيها باللغة الفرنسية، وفي نفس الوقت ندعو إلى ضرورة الانفتاح على اللغات العالمية خاصة الإنجليزية، فمن غير المعقول أن يتم الاعتماد على لغة واحدة في تدريس الطالب فمن الممكن المزج بين اللغات والانفتاح على اللغات الأجنبية وعدم الاقتصار على الفرنسية فقط. واقع البحث العلمي في الجامعات الجزائرية لازال متأخرا رغم الأموال الطائلة التي رصدت له؟ الجامعات الجزائرية اليوم تشكو من عقم الإنتاج وضعف كبير في النوعية والتكوين، وهذا راجع إلى انحصار الاهتمام بجانب البحث العلمي وتشجيع دور المخابر والارتقاء باهتمامات الطالب، فالأموال التي خصصتها الدولة للبحث العلمي أكبر بكثير من المبالغ المخصصة للخدمات الجامعية، ورغم هذا فالكثير من الإقامات الجامعية والمعاهد تفتقر إلى خدمات الأنترنت وتنعدم فيها المكتبات التي تضم مراجع حديثة، ولذلك وجب على الدولة رسكلة حقيقية للقائمين على هذا المجال من أجل دفع حقيقي لواقع البحث العلمي في الجامعات الجزائرية التي تبقى بعيدة تماما عن مصاف الجامعات المتقدمة.