شهدت بلدية أم علي 60 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية تبسة ليلة أمس الأول مناوشات واشتباكات دامية كادت تكون عواقبها أكبر، بعد قيام مجموعة من شباب المدينة بمهاجمة مقر فرقة الجمارك الجزائرية بالزجاجات الحارقة والحجارة التي تسببت في خسائر فادحة في المقر. وفرضت هذه المناوشات حالة طوارئ حقيقية دامت قرابة نصف الساعة، حسب ما نقلته مصادر متطابقة قالت أن الاشتباكات انطلقت في حدود الساعة الثامنة من ليلة أول أمس، بعد قيام مجموعات من الشباب بحركة احتجاجية أمام مقر الفرقة، وهو ما قابله أفراد الفرقة برد بواسطة مقذوفات، زعم بعضهم أنها رصاص حي، وأدت إلى إصابة 4 أشخاص تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى التيجاني هدام ببئر العاتر وإخضاعهم للعناية الطبية المستعجلة، ووصفت حالتهم بمتفاوتة الخطورة وأخطرها إصابة تعرض لها الشاب "محمد. ق" وهو تحت العناية المركزة إلى غاية يوم أمس. ونقلت بعض المصادر إصابة عدد من أعوان الجمارك بإصابات متفاوتة الخطورة. وتعود الأسباب وراء حالة الاحتقان والهستيريا التي دفعت هؤلاء لمهاجمة مقر الجمارك، حسب ما استقيناه من مصادر محلية متطابقة، إلى انتشار خبر تنقل عناصر الجمارك لفرقة بئر العاتر إلى الشريط الحدودي، على مستوى بلدية أم علي، مرفوقة بفرقة من التلفزيون العمومي لإنجاز ريبورتاج عن التهريب بالولاية، بعد حجز سيارة معدة للتهريب، وما زاد في غضبهم، حسب مصادر محلية متطابقة، استعانة فرقة الجمارك بمركبة تم حجزها على مستوى بلدية نقرين واستغلالها في تصوير مقاطع على أنها حجزت بإقليم بلديتهم، وهو ما أثار حفيظتهم وجعلهم يقدمون على مهاجمة المقر بتلك الطريقة، مؤكدين على أن الإجراءات المتخذة من طرف الدولة أدت إلى غلق جميع المنافذ على ممتهني التهريب الذي توقف نشاطهم في الأشهر الأخيرة. وعاد الهدوء إلى مدينة أم علي الحدودية صباح أمس، بعد ليلة بعد تدخل بعض المواطنين ورجال الجمارك لاحتواء الوضع. وفتحت عناصر ببلدية أم علي تحقيقا لمعرفة أسباب وملابسات الحادثة، التي كادت أن تؤجج فتيل الاحتجاجات بالمنطقة. وقد حاولنا الاتصال بالمكلف بالإعلام بالمديرية الجهوية للجمارك بتبسة حول الحادثة إلا أننا لم نتمكن من ذلك.