يعيشون داخل بيوت مشيدة من الصفيح والآجر منذ أكثر من 20 سنة، وينتظرون التفاتة واحدة من طرف السلطات المحلية لترحيلهم وانتشالهم من الخطر المحدق بهم جراء عبور أسلاك كهربائية خطيرة ذات ضغط عالي يفوق ال 30000 فولط من فوق وتحت منازلهم الهشة والتي لا تصلح حتى لعيش الحيوانات نظرا لانعدام أدنى المقومات الاجتماعية والصحية بها... هم قاطنو مزرعة ماركدال التابعة إقليميا لبلدية القبة الذين لم يجدوا سبيلا لإيصال صوتهم إلى السلطات المحلية سوى تعليق لافتات كبيرة فوق ذات الأسلاك التي تهددهم بالقول «أين نحن من العزة والكرامة، نطالب بحقنا في السكن«. قاطنو مزرعة »ماركدال« أكدوا تدني مستوى المعيشة بحيهم بسبب ظروف السكن الكارثية التي يطبعها انتشار البيوت القصديرية فضلا عن الخطر الدائم الذي يعيشه السكان والمتمثل في انتشار الكوابل الكهربائية نتيجة وقوع الحي بمحاذاة محطة تشغيل وتوزيع الكهرباء التي تغطي بلدية القبة وضواحيها. السكان مهددون بالموت في أية لحظة تنذر الأوضاع بمزرعة »ماركدال« بالمنظر الجميل بكارثة إنسانية جرّاء الانتشار المتشعب للأعمدة والكوابل الكهربائية فوق البنايات الفوضوية التي يشيدها أهالي المنطقة، حيث تبلغ شدة ضغط التيار الكهربائي حسب مختلف التقارير التي قدمتها المصالح المعنية ب 30000 فولط، وهي درجة جد عالية جعلت السكان يعيشون في خوف دائم، خاصة مع تزايد سقوط كوابل الكهرباء فوق بناياتهم مسببة بذلك حدوث حرائق متكررة بالمنازل وهو الأمر الذي وقفنا عليه أثناء الزيارة التي قادت جريدة »السلام« إلى مزرعة »ماركدال«، حيث كانت آثار الحرائق بادية للعيان، وتعبر عن موقف محرج جدا بالنسبة للمواطنين، حيث يسري التيار الكهربائي أيضا تحت بنايات السكان الهشة غير المؤمنة، وهو ما يجعل الموقف يزداد تأزما بالنسبة لهؤلاء، حيث يقول ممثلو الحي الذين التقيناهم أن الأمر بات لا يحتمل، فقاطنو هذه البيوت أصبحوا ينامون ويستيقظون على وقع صوت الضجيج الذي يحدثه الضغط العالي للتيار الكهربائي، حيث تحولت حياتهم إلى واقع مزعج يملؤه الخوف والقلق والانتظار، ويضيف ممثلو الحي بأنه رغم الكوارث التي يحدثها سقوط الأعمدة وكوابل الكهرباء فوق البنايات، خاصة في فصل الشتاء، ورغم الزيارات التي تقوم بها فرق البحث بناء على شكاوى المواطنين المتضررين وطلبات الإغاثة، فإن الجهات المعنية لم تحرك ساكنا ولم تسع لحل المشكل بصفة جذرية من خلال نقل السكان إلى مكان آخر أكثر أمانا حسب قول محدثينا. صرختهم: «نطالب بحقنا في السكن.. سئمنا القصدير» لاحظنا بمجرد دخولنا للحي العدد الهائل للافتات الاستغاثة المرفوعة بأعالي الحي والتي تعبر عن مدى المأساة والغبن الذي يتقاسمه المعنيون. والمثير للانتباه هو إحدى اللافتات المعلقة بواحد من الأعمدة الكهربائية الرئيسيةوالتي كتب عليها «أين نحن من العزة والكرامة، نطالب بحقنا في السكن»، نتيجة يأس السكان أمام الأوضاع المعيشية الصعبة التي لم تلق الآذان الصاغية لدى السلطات المحلية والولائية أيضا. يعاني قاطنو هذا المجمع القصديري المعدوم الواقع بقلب حي يدعى بالمنظر الجميل من مشاكل عديدة نظرا لغياب أدنى متطلبات العيش الكريم، وتقول العائلات التي تحدثت إلينا أنها أصبحت تشعر باليأس من الوعود المعسولة التي تطلقها السلطات المحلية مع كل مناسبة قصد تهدئتهم، لأن هذه البنايات القصديرية غير اللائقة أصبحت تخنقهم، خاصة مع توسع حجم العائلة فضلا عن الظروف المزرية التي تمر بها هذه العائلات خلال موسمي الصيف والشتاء، حيث تتحول بيوتهم المشيدة من الصفيح والآجر إلى برك من المياه بمجرد سقوط أولى قطرات الأمطار، وهو الأمر الذي يدفع المعنيين إلى إعلان حالة الطوارئ نتيجة الوضع المزري الذي يحدث فوضى حقيقية داخل منازلهم الهشة، كما يشكل تلوث المحيط هاجسا للعائلات، حيث تكثر الحشرات والجرذان خصوصا مع موسم الصيف. ومن جانب آخر، أصبحت الثعابين تشكل خطرا آخر يهدد سلامة السكان بمزرعة «ماركدال» التي تحيط بها الأشجار من كل جهة، حيث تقول إحدى السيدات اللائي التقينا بها بأنه فضلا عن الإزعاج الذي يسببه التيار الكهربائي وصوت الأشجار أثناء هبوب الرياح، باتت الثعابين شغلا آخر للمواطنين، حيث تدخل من الأسقف والأقبية، كما حدث مؤخرا مع إحدى العائلات التي تفاجأت بثعبان كبير ببيتها أحدث فزعا وسط العائلة والجيران، لكنها لما تقدمت إلى مصالح البلدية كذّبت هذه الأخيرة الحادثة. يطالبون باسترجاع 32 قطعة أرضية من حقهم يطالب القاطنون الجهات المعنية بضرورة استرجاع حقهم في 32 قطعة أرضية تقع بمحاذاة حيهم يفترض حسب ما أفادنا كمال العايب نائب رئيس جمعية »ماركدال« الذي أوضح أن تلك القطع الأرضية تم الاستيلاء عليها بطرق غير مشروعة من قبل رئيس جمعية »ماركدال« السابق الذي استغل التوكيل الموقع من طرف العائلات لصالحه وقام ببيع تلك الأراضي لأشخاص غرباء عن المنطقة استفادوا منها بطرق ملتوية، وهو ما دفع السكان إلى إحالة القضية على العدالة بعد ما تقدموا ببلاغات لشرطة العمران وإلى السلطات المعنية ببلدية القبة لوقف أشغال البناء التي شرع فيها المستفيدون العشرة من هذه القطع الأرضية. من جانب آخر، عبر أهالي مزرعة »ماركدال« عن استيائهم الشديد جراء التجاهل الذي يطال حيهم من قبل المسؤولين المحليين الذين لم يأخذوا خطر الضغط العالي للتيار الكهربائي الذي يهدد حياة السكان كأولوية في عمليات الترحيل التي شرعت فيها بلدية القبة مؤخرا بحيي «العافية» و»قاريدي2» اللذين لا يهددهما خطر مماثل كالذي يعيشه سكان مزرعة »ماركدال« بالمنظر الجميل على حد تعبير السكان. وفي سياق ذي صلة، كشف ممثلو الحي أنه رغم الاحتجاجات المختلفة التي كانت آخرها خلال أيام العيد ورغم الشكاوى العديدة التي رفعها قاطنو المزرعة للجهات المعنية من المجلس الشعبي البلدي والإدارة وحتى ولاية الجزائر لم يتحصلوا إلا على الوعود التي تهدف للتهدئة فحسب، ويضيف محدثونا أن المسؤولين على مستوى بلدية القبة أصبحوا لا يتحركون تجاه الحي إلا في أوقات الحملات الانتخابية، أين تأخذ حسابات عدد الأصوات في كل عائلة الغاية من وراء نزولهم بالحي، وفي المقابل وطمعا منهم لتحقيق مطالبهم بسكن اجتماعي لائق، حاول قاطنو مزرعة »ماركدال« مجاراة هؤلاء، حيث ساند السكان كل المنتخبين باختلاف أطيافهم السياسية، لكن دون جدوى كما يقول ممثلو الحي. ...والبلدية ترد: وسعيا منا لمعرفة رد السلطات المحلية، تنقلنا إلى البلدية بغرض الإطلاع على مصير تلك العائلات، حيث أفاد مصدر محلي من المقاطعة الإدارية لبلدية القبة نظرا لتعذر استقبالنا من قبل رئيس المجلس الشعبي لبلدية القبة السيدة سعيدة بوناب، أن أمر ترحيل سكان مزرعة »ماركادال« بحي المنظر الجميل ليس من صلاحيات بلدية القبة، لأن انشغالهم يندرج ضمن برنامج السكنات الفوضوية الذي تتكفل به الولاية، ومن جانب آخر، كما كشف نفس المصدر أن قاطني الحي تمكنوا مؤخرا من الحصول على قرار يقضي بأحقيتهم في ملكية القطع الأرضية المذكورة أعلاه بعد ما طعنوا في حكم رئيسة المجلس الحالية التي كانت قد ألغت أحقية استفادتهم من الأراضي بموجب أن المير السابق قد أخفق في منح صلاحيات الاستفادة للعائلات ال14، والتي صدر بموجبها قرار من المحكمة ينص على منحهم الصلاحية التامة في الاستفادة منها.