أبدت العائلات القاطنة بحي النخيل العتيق، التابع إقليميا لبلدية باش جراح، تخوفها من إمكانية الإصابة بالأمراض والأوبئة جراء امتلاء أقبية العمارات بالمياه القذرة المتسربة من قنوات الصرف المتدهورة والتي لم يتم إعادة تجديدها منذ سنوات، متسببة في انبعاث الروائح الكريهة ومصاحبة مختلف الحشرات الضارة إليها، الأمر الذي جعل قاطنيها يتقدمون بمراسلاتهم وطلباتهم إلى مصالح البلدية في كثير من المناسبات من أجل التدخل العاجل وبعث عملية تطهير أقبية العمارات، وإطلاق مشروع إعادة صيانة القنوات، إلا أنها لم تلق الردود الإيجابية إلى غاية كتابة هذه الأسطر. ماتزال العائلات القاطنة بهذا الحي الشعبي العتيق والتي أعربت عن استيائها الشديد، تعاني الأمرين في ظل الأوضاع المزرية التي تعيشها داخل سكنات آيلة للانهيار، ضف إلى الحالة الكارثية التي آلت إليها قنوات الصرف الصحي التي عرفت تدهورا كبيرا، ما سمح للمياه القذرة بالتسرب إلى أقبية العمارات، مخلفة وراءها انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، ما جعل السكان يبدون تخوفهم من إمكانية الإصابة بالأمراض والأوبئة في حال امتزاجها بالماء الشروب، ضف إلى احتمال تعرضهم لخطر الشرارات الكهربائية في حال سقوط كابل وسط المياه القذرة، مستنكرين في سياق حديثهم تأخر منتخبي المجلس الشعبي البلدي، خاصة المكلفين بقطاع التطهير، في التدخل لإيجاد حل نهائي للمشكل الذي تعرفه أقبية بناياتهم، التي تحولت إلى شبه مستنقعات جراء امتلائها بالمياه القذرة المتسربة من قنوات الصرف الصحي المهترئة، حيث أصبحت تشوبها الكثير من التصدعات والتشققات بسبب تآكلها وعدم إعادة صيانتها منذ تنصيبها بهذه البنايات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية -حسب السكان- الذين أضافوا بأن الوضع الذي آلت إليه الأقبية أصبح لا يحتمل، خاصة في ظل تعفن المكان الذي تنبعث منه الروائح الكريهة، والتي تزداد حدتها مع ارتفاع درجة الحرارة خلال موسم الاصطياف، إلى جانب مصاحبتها لمختلف الحشرات الضارة كالجرذان والبعوض التي باتت تهدد سلامتهم وباتت تشاركهم حياتهم اليومية بعد تسللها إلى داخل الشقق، الأمر الذي اعتبروه جد خطير عليهم وعلى أطفالهم في حال تعرضهم للسعة حشرة ضارة أو عضة جرذ، وبالتالي سيكلفهم دفع مبالغ كثيرة لتلقي العلاج، مشيرين في نفس الوقت إلى الأوساخ المتراكمة بالمكان التي يلقي بها بعض السكان، الذين لا يراعون تصرفاتهم الطائشة أدنى اعتبار رغم أنها تعود عليهم بالسلب، مؤكدين في نفس الوقت بأنهم تقدموا في كثير من المناسبات إلى مصالح البلدية للنظر في مشكلتهم وإيجاد حل استعجالي لها من خلال إطلاق عملية تطهير وتنظيف شاملة لكل أقبية البنايات وشطف المياه القذرة التي باتت تشكّل خطرا على صحتهم وصحة أطفالهم، إلا أنها لم تأخذ على عاتقها هذه المهمة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، الأمر الذي استنكروه واعتبروه إجحافا في حقهم وحق محيطهم، وجعلهم يرفعون نداءهم إلى منتخبي المجلس الشعبي البلدي لباش جراح باعتبارهم الجهة المشرفة على تسيير هذا الحي والتكفل به من حيث التنمية عبر صفحات «السلام اليوم» علها تجد آذانا صاغية وتتدخل لحل معضلتهم في أقرب الآجال وقبل أن تسجل في أوساطهم إصابات بالأمراض الخطيرة. وبالنظر لتردي الوضع البيئي ببنايات حي النخيل بباش جراح، والخطر الصحي المتربص بالسكان، فإنهم يناشدون كافة السلطات المعنية بقطاع التطهير والنظافة التدخل في أقرب الآجال لبعث عملية شطف المياه القذرة من الأقبية وإعادة صيانة قنوات الصرف الصحي، تجنبا لوقوع كوارث صحية لا يحمد عقباها. ...والبلدية ترد وتعد بالأفضل من جهتنا رفعنا انشغالات سكان حي النخيل، إلى منتخبي المجلس الشعبي البلدي لباش جراح، حيث أكد شوشاوي عبد الكريم، عضو بالبلدية ومستشار رئيس البلدية، بأنهم على دراية تامة بالوضعية التي آلت إليها بنايات الحي العتيق، مشيرا في سياق حديثه إلى أنه يجهل إن كان السكان قد تقدموا بطلبهم المتمثل في إعادة صيانة قنوات الصرف الصحي المتدهورة أم العكس، غير أنه طمأن العائلات بأنهم سيأخذون طلبهم بعين الاعتبار وسيتم شطف المياه القذرة من الأقبية المتسربة وإن استدعى الأمر تدخل مؤسسة «أربال» فإنهم سيتضافرون الجهود فيما بينهم، لاسيما وأن هذه الأخيرة تحوز على إمكانات ومعدات فعالة لمثل هذه العمليات، مشيرا في الأخير إلى توقف سكان حي النخيل عن دفع الإيجار والمستحقات المالية بعد الوضعية الكارثية التي آلت إليها البنايات.