عرف قطاع الصيد البحري في السنوات الأخيرة قفزة نوعية، من خلال جذب الشباب للاستثمار في هذه الثروة وكذا صقل مهارات محبي وهواة مهن البحار. لمست غرف الصيد البحري وتربية المائيات لولايات الشرق "عنابة، الطارف، سكيكدة، جيجل" هذه الأهمية ما دفعها إلى تنظيم الصالون الجهوي لمهني الصيد البحري وتربية المائيات الذي اختتمت طبعته الأولى مؤخرا على مستوى قصر الثقافة محمد بوضياف بولاية عنابة، في خطوة لتثمين مهارات مهني القطاع وخصوصيات النظم الإيكولوجية الصيدية على مستوى الولايات المعنية. عرف الصالون الجهوي لولايات الشرق بعنابة مشاركة مختلف الفاعلين في القطاع على غرار مهنيي الصيد البحري وتربية المائيات والمتعاملين الإقتصاديين، الجمعيات والمجتمع المدني، الهيئات المرافقة والداعمة للإستثمار ومنظمات شبكات التكوين والبحث إذ يندرج الصالون ضمن المسار الحالي لتحضير وإعداد البرنامج الخماسي 2015-2019 والذي يعطي الأولوية للتشاور والبرمجة على المستوى المحلي، وعلى هامش الصالون الجهوي المنظم بالولاية حمل البرنامج عديد الأنشطة التوعوية والإرشادية لفائدة المهنيين، الشباب وحاملي المشاريع وكذا المواطنين المهتمين بنشاطات القطاع وتلك التي تثمن الموارد البحرية والصيدية في المنطقة، كما يعد خطوة للمساهمة في تحقيق الأمن الغدائي عبر رفع الإنتاح من خلال تشجيع صادرات المنتوج الصيدي البحري وخلق فضاءات جمعاوية نشطة والتعريف بالنشاط الصيدي وبمؤهلات القطاع وتحفيز الإستثمار الوطني والشراكة الأجنبية وإرساء روح الصيد البحري الدائم والمسؤول، حيث شمل البرنامج في أولى طياته تسليم جوائز لمتفوقي سنة 2014 في المجال بداية ب "بومغني صايفي" كأحسن مسمكة لسنة 2014 و"رجب عبد الحميد" كأحسن ربان لسفينة حرفة صغيرة و"هوام نصر الدين" أحسن ربان لسفينة جياب و"محمد شاهين زموشي" أحسن باحث علمي جامعي لسنة 2014 لتليها ورشة الرسم للأطفال وحصة تذوق لأصناف أسماك المياه العذبة والتي تواصلت طيلة أيام الصالون وورشة تكوينية لمسؤولي الإطعام حول طرق تحضير أسماك المياه العذبة وتنظيم لقاءات مابين المهنيين من نفس الشعب وكذا بشركاء الفاعلين من أجهزة التشغيل والبنوك ومؤسسات التأمين ومراكز البحث العلمي، أين تم التركيز على آليات تطوير القطاع وكذا التعريف بالبرنامج الجديد لدعم الإستثمار لفائدة الشباب لشرح الإمتيازات ومجالات وطرق الإستفادة، أين صرح السيد "خير الدين بن تركي" مدير غرفة الصيد البحري وتربية المائيات قائلا " هذا الصالون فضاء تلاقي بين المستثمرين والفاعلين في القطاع حيث على هامش هذا الصالون شمل لقاء جهويا بين الجمعيات المهنية على مستوى الشرق، حيث تم التطرق إلى تجاربهم وإنشغالاتهم وهي تجربة جديدة على مستوى الغرف التي ترتبط أساسا في منهجها عبر تنظيم المهنة للمهنيين فيما بينهم وإقتراح تشاوري لمعالجة الإنشغالات المطروحة في القطاع فالتنظيم القطاع هو ما يؤدي لتطويره وهو المنهاج الذي تدعوا إليه الوزارة عبر طرح إنشاء جمعيات، وهو ما من شأنه خلق علاقة تحاور ومنهج سليم في الرقي بهذا القطاع والتحسين من إمكانياته ونتائجه من خلال إندماج المهنيين في ما بينهم. بنك الفلاحة يخصص 70 مليار سنتيم لتمويل مشاريع الصيد عرف الصالون حضور مصالح بنك الفلاحة والتنمية الريفية الجهوي كواحدة من الأليات الفاعلة في دعم الإستثمار في مجال الصيد البحري وهي الآلية التي فتحت ولا تزال تمنح فرص الولوج لعالم الشغل من أوسع أبوابه، عبر تقديم الدعم للمشاريع التي تعد جد واعدة أمام الإمكانيات الموجودة حيث أكد لنا السيد "عبيدي مهدي " رئيس مصلحة التنشيط التجاري ببنك الفلاحة والتنمية الريفية، قائلا "مصالحنا تفتح أبوابها لكل المهتمين من أجل الإستثمار في قطاع الصيد البحري بشكل خاص وفي قطاع الفلاحة والتنمية الريفية بشكل عام حيث نفتح الأبواب لكل مهتم من أجل تقديم التوضيحات والإستفسارات التي من شأنها توضيح كل إستفهاماته للولوج في عالم الإستثمار وإنشاء المشاريع حيث وعلى مستوى ولاية عنابة تم تمويل 45 مشروعا خاصا لتمويل قوارب الصيد البحري ذات الحجم الكبير والمتوسط والتي رصد لها غلافا ماليا قدر ب 56 مليار سنتيم، كما تم تمويل 16 مشروعا في إطار أونساج بغلاف مالي قدر ب2.8 مليار سنتيم و33 مشروعا في إطار كناك بغلاف مالي قدر ب9.3 مليار سنتيم و17 مشروعا في إطار أونجام بغلاف مالي قدر ب 77 مليون سنتيم، أما على مستوى ولاية الطارف فقد تم تمويل 7 مشاريع خاصة بتمويل قوارب الصيد البحري ذات الحجم الكبير بغلاف مالي قدر ب 14 مليار سنتيم، كما تم تمويل 8 مشاريع في إطار كناك بغلاف مالي قدر بواحد مليار سنتيم وملف واحد في إطار أونساج بغلاف مالي قدر ب 69 مليون سنتيم فيما لم نسجل أي مشروع على مستوى أونجام، حيث يعود السبب لإختيار الكثيرين لقوارب الصيد البحري ذات الحجم الصغير أو المتوسط. ضرورة التحلي بثقافة المحافظة على الموانئ زرقاء حمل الصالون عديد المحطات التوعوية من أجل التحلي بثقافة المحافظة على الموانئ زرقاء عبر تجدد الدعوات للنهي عن بعض السلوكيات السلبية على غرار رمي النفايات الصلبة والبطاريات التي تتسرب منها مادة الرصاص السامة، وكذا عملية تفريغ الأسماك في الميناء والتي تتسبب في جلب الحشرات والحيوانات الضارة وتسبب الصيانة غير مسؤولة للسفن في تراكم النفايات الناتجة عنها وقامت المصالح بدعم هذه النظريات عبر فيديو رقمي لبعض المناطق البحرية والموانئ التي تجمعت القمامة في قاعها بشكل كارثي أين دعت لضرورة التحلي بالوعي ورمي البطاريات والنفايات وبقايا أعمال الصيانة في حاويات المخصصة لها وعدم إستعمال مياه البحر في غسل الأسماك وعدم رمي بقايا الأسماك في البحر. سمكة الأرنب قاتلة وتحصد روح صياد بسيدي سالم توفي خلال السنة الجارية صياد هاوي إثر إصطياده لسمكة الأرنب وتناولها دون وعيه بخطرها، وهو الرصيد الذي سعت مصالح الصيد البحري لعدم زيادته في ظل حصد الأرواح عبر التوعية والتحسيس بمخاطر هذه السمكة والتعريف بها فهي تعيش على عمق 5 م إلى 250 متر، فيما يفضل صغارها الأعماق الرملية ويبلغ طولها 1.10 متر بوزن 7.5 كغ وعند شعورها بالتوتر والخطر ينتفخ بطنها وتتغذى على الرخويات والأسماك واللافقاريات وتحتوي سمكة الأرنب على سم "التيترودوتوكسين" الخطير والمميت للإنسان والموجود في الجلد ،الرأس، العضلات، الكبد، الأمعاء، الغدد التناسلية فيما تزداد نسبة السم في مرحلة التكاثر الصيفية كما أن السم مقاوم للحرارة وفي حالة الإستهلاك فإن هذا السم يؤثر على الجهاز العصبي وتجدر الإشارة، بأن الغسل الجيد بالمياه يسهل إزالة السم من الأسماك الأخرى المصطادة مع سمكة الأرنب لكن لا يمكنه إزالة السم منها كما أن اللمس المباشرة باليد لا يشكل خطرا على الإنسان إلا أن تناولها قاتل حيث شددت المصالح أنه في حالة صيدها لابد من إخطار المصالح وعدم رميها في البحر. تأهيل 6496 بحار جهوي و150 مستفيد من مقطورة البيع تعد الإحصائيات المسجلة في قطاع الصيد البحري للتكوين والإستثمار جد مشجعة أمام منهج تتبعه الوزارة لتوجيه النظر إلى قطاعها والذي سنة بعد سنة عرف تحسنا ملحوظا وإستمالة عديد الشباب للإستثمار في هذا القطاع، حيث سجلت المصالح فيما يخص مشروع مقطورة بيع السمك على مستوى غرف الولايات أزيد من 150 مستفيد، حيث بولاية الطارف سجل 38 ملفا منها37 مستفيدا وعلى مستوى عنابة إستلم 60 ملفا إستفاد منها 33 ملفا وبولاية سكيكدة 112 ملف إستفاد 80 شخصا ، أما فيما يخص المنخرطين في غرفة الصيد البحري وتربية المائيات منذ نشأت الغرفة إلى غاية شهر ماي 2014 فالغرفة تحصى أزيد من 10 آلاف منخرط فعلى مستوى ولاية الطارف سجل 2079 وولاية عنابة تحصي 3793 وولاية سكيكدة تحصي 3450 وولاية جيجل 1359، وفي حصيلة التكوين على مستوى شرق الولايات بداية من 2004 إلى غاية 2014 فعلى مستوى ولاية الطارف تسجيل 18 رئيس سفينة و2180 بحار مؤهل وبولاية عنابة 132 رئيس سفينة و2214 بحار مؤهل وسكيكدة 106 رئيس سفينة و1467 بحار مؤهل وجيجل 43 رئيس سفينة و635 بحار مؤهل فيما يشير مركز التكوين المهني والتمهين بولاية سكيكدة على فتح التسجيلات على مستوى المركز الذي يحتوي على 16 إختصاص تكوين إقامي و20 إختصاصا عن طريق التمهين موزعين عبر القطاع الخاص والعام في حين أن شروط التسجيل تشمل الحصول على مستوى السنة رابعة متوسط وتجاوز سن 16 سنة لتمنح للشباب فرصة التربص ونيل شهادة في أخر تربصهم وإمكانية التشغيل وفق تخصص المتربص عن طريق الإتصال بوكالات تشغيل الشباب ووكالات اليد العاملة وهو ما يفتح أفاق الولوج لعالم الشغل لهؤلاء الشباب. ومسك الختام لفعاليات الصالون كان عبر عرض طريقة الإسعافات الأولية من طرف مصالح الحماية المدنية وكذا تسليم الجوائز لأحسن خياط شباك وأحسن رسم للأطفال، فيما قيم المشاركين ومختلف الفاعلين عن نجاح الصالون على مستوى كل المعايير. ومن جهته مدير الصيد البحري بولاية عنابة السيد "عمارة عمي" صرح قائلا " الصالون عرف إقبال واسع من قبل مهني القطاع حيث سجلنا مشاركة نوعية من قبل 4 فئات على غرار المتعاملين الإقتصاديين أصحاب العلاقات المباشرة مع قطاع الصيد البحري حيث أن الهدف الأعلى وإستراتيجية قطاع الصيد البحري هو الإنتاج وخلق مناصب شغل، حيث أن الصالون حقق لقاء المهنيين فيما بينهم وهو ما يبرز القدرات وإمكانيات كل ولاية في المجال وفرصة للتعريف بالقطاع ومختلف تخصصاته، وكذا فتح باب للشباب الراغبين في الإستثمار في قطاع الصيد البحري عبر إعطائهم نظرة لما يشمله المجال من خلال العارضين في الصالون والذين يمثلون القطاع من مختلف جوانبه وكذا تقريبهم من آليات الدعم التي كانت حاضرة في الإجابة عن مختلف الإستفهامات ".