تتعرض المواقع الرسمية الفرنسية منذ أيام إلى هجوم مكثف من قبل القراصنة الجزائريين الذين أعلنوا أنهم لن يتوقفوا عن ضرب المواقع الفرنسية حتى يعلن ساركوزي توبته السياسية، وأعلن القراصنة ذلك صراحة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي. “أنا أريد أن أذكّر فرنسا بأن الثورة الجزائرية انطلقت يوم أول نوفمبر 1954 وتكبدت فيها فرنسا خسائر على أرضنا الطاهرة”، هذا ما كتبه على موقع مخرب أحد القراصنة الجزائريين معروف بتسمية “مايسترو دي زاد”وراح يهدد أيضا “لا تكلفوا أنفسكم عناء محاولة زعزعة الإستقرار في الجزائر” وتوعد الصهيوني برنارد هنري ليفي الذي وصفه بكل النعوت. وفي كل مرة يخرب فيها موقعا فرنسيا، يقوم هذا الشاب برفع العلم الجزائري على صفحة البداية كتعبير عن وطنيته وتبنيه لهذه القرصنة. وحسب موقع مختص في شؤون القرصنة على الأنترنت فإن هذا الشاب قد ضرب مواقع فرنسية كثيرة رفقة صديقه المعروف تحت اسم “سامو دي زاد” الذي رفع شعار “جزائري حتى الموت”. ويضيف نفس الموقع أن السلطات الفرنسية منزعجة كثيرا من نشاط هذين الشابين الذين يعملان على إقناع باقي القراصنة الجزائريين بضرب المواقع الفرنسية على الأنترنت. وفي دردشة مع صحفي “السلام” على موقع تويتر، قال القرصان الجزائري مايسترو دي زاد أنه لن يتوقف عن تخريب المواقع الفرنسية حتى لو ذهب ساركوزي من الحكم، معتبرا أن القرصنة وسيلة لتذكير فرنسا الإستعمارية بجرائمها في الجزائر. ولم يرغب هذا الشاب في تقديم أي معلومة عنه، تفاديا للبطش الذي قد يتعرض له من قبل السلطات الفرنسية. ويتوقع المختصون في الأمن الإلكتروني أن يدخل على هذا الخط مجموعة “دي زاد تيم” التي سبق لها أن ضربت موقع البنك المركزي الإسرائيلي و علقت عليه العلم الجزائري، كما أنها كانت سباقة في ضرب المواقع المصرية و خاصة منها موقع رئاسة الجمهورية. كما أن هناك تخوف كبير من يقظة القرصان الجزائري المعروف عالميا تحت اسم “كروستي” ودخوله هذه الحرب الجديدة التي أعلنها الشباب الجزائري على فرنسا. ويقول المحللون أن “كروستي” هو صاحب الأرقام القياسية في تخريب المواقع على الأنترنت حيث دمر آلاف المواقع المسيئة للإسلام وكذا المواقع الفرنسية. ويرى نفس المحللين أن “كروستي” قد يحرج كثيرا السلطات الفرنسية لأن شعاراته كلها ثورية وتحمل رسائل سياسية غير مرغوب فيها لدى إدارة ساركوزي. ولحد الآن لم يصدر أي تصريح من المسؤولين الفرنسيين، خشية من تنامي الظاهرة وكذا علمهم المسبق بالشعور العدائي الذي أظهره الشباب الجزائريلفرنسا ولرئيسها ساركوزي خاصة. ومن جهة ثانية، هناك اعتقاد راسخ بأن القراصنة الجزائريين يعملون ضمن شبكات خاصة بهم وليس للحكومة أي سلطة عليهم وبالتالي لا يمكن الضغط عليهم.