تعرّض بيت حزب التجمع الوطني الديمقراطي خلال اليومين السابقين إلى عاصفة داخلية، عقب تذمر وزراء على غرار وزير الطاقة يوسف يوسفي ووزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، أعقبه تقديم قيادات هامة داخله استقالتها بسبب قضية تجديد هياكله في المجلس الشعبي الوطني وفي مقدمتهم القياديين محمد فادن وبختي بلعايب. وكان محمد فادن القيادي في الحزب وعضو المجلس الدستوري سابقا، رئيس اللجنة التي كلفت بإعداد مسودة حزب الأرندي التي قدمت لمدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحيى بعد انطلاق مشاورات تعديل الدستور قدم استقالته بصورة رسمية أول أمس، لتتزامن هذه الحركات الاحتجاجية التي اتخذت شكل استقالات جماعية للأوزان الثقيلة بعد حملها راية التمرد على قراراته، مع استحالة التنبؤ بفترة انقضائها وتعرض الأمين العام عبد القادر بن صالح إلى انتقادات لاذعة من قبل مناضلي حزب السلطة، الذي عاش حالة ركود في نشاطه السياسي منذ عدة أشهر، بسبب الاحتقان الداخلي الراجع إلى عدم رضا القيادات بما فيهم وزراء محسوبون عليه عن طريقة تسييره لشؤون الحزب، وعدم تمكنه من حل عديد المشاكل الولائية التي تهدد مكانة الأرندي عبر التراب الوطني، والذي ظهر جليا من خلال مقاطعتهم لنشاطات الحزب الرسمية عدة مرات. ويرجع الإطار الزمني للانزلاق الداخلي الذي يهدد الحزب الخارج مؤخرا من صراعات داخلية بين محسوبين على بن صالح وأحمد أويحيى، إلى ما بعد إنهاء مهام رئيس الكتلة البرلمانية ميلود شرفي، الذي اتبع بإنهاء الأمين العام مهام رئيس كتلة الأرندي في مجلس الأمة زيدان محمود، لتكون تعليمته حول كيفية تجديد هياكل البرلمان القطرة التي أفاضت الكأس بعد رفضها من قبل النواب جملة وتفصيلا. الوضع الذي يعيشه الأرندي حاليا يوحي بسيره نحو صراع الأجنحة الذي تخلص من تبعاته مؤخرا، ليسقط فيه مجددا بين الموالين لأمينه العام الحالي، والداعين إلى إحداث تغييرات جذرية في طريقة قيادة الحزب بتعيين أمين عام جديد يستجيب لتطلعاتهم النضالية.