كشفت، مصادر قيادية من الأرندي، أن عبد القادر بن صالح، ليس أمامه خيارات كبيرة لتشكيل مكتبه السياسي، حيث يتجه نحو الاقتناع بأن القياديين الأكثر بروزا وعملا في الميدان هم أولئك الذين عملوا طويلا إلى جانب أحمد أويحيى، خاصة أن الأرندي قد طوى كما يقول مصدرنا صفحة الانقسام "ويوجد في مرحلة الانسجام"، حيث عادت إلى الواجهة أسماء مثل شيهاب صديق وميلود شرفي وعبد السلام بوشوارب. أما الجدد فيتم الحديث عن محمد مباركي وبونفلة وشريف عباس. يقول مصدر "الجزائر نيوز" إن المعيار الذي ينبغي أن يعرفه الجميع بخصوص تشكيلة المكتب الوطني المقبل للأرندي "لا يتعلق بضرورة مراعاة التوازنات بين أقطاب داخل الأرندي بمنطق المحسوبين على جماعة أويحيى أو جماعة بن صالح"، بل المنطق الذي يتجه عبد القادر بن صالح إلى الاعتماد عليه "هو العمل وسيرة المناضلين والقيمة المضافة التي يمكن أن يقدموها بالإضافة إلى رصيدهم النضالي الميداني". وعلى هذا الأساس يضيف مصدرنا يكون الحزب قد طوى نهائيا صفحة الانقسام وفتح صفحة الانسجام "وهو ما ينبغي أن يظهر بقوة في تشكيلة المكتب السياسي المقبل". وعلى هذا الأساس، لا توجد خيارات كبيرة أمام الأمين العام الجديد، كون الأشخاص الذين تتردد أسماؤهم كقيادة جديدة هم الذين سبقتهم أرصدتهم النضالية في الحزب، ويعرف عبد القادر بن صالح قوتهم الحقيقية. ويضيف مصدر "الجزائر نيوز" أن "الذي يريد صقل تشكيلة المكتب على قالب التفرقة بين جماعة أويحيى وبن صالح إنما يريد التموقع والاختباء وراء جهود المناضلين الحقيقيين". وأردف محدثنا أن تشكيلة المكتب السياسي للأرندي "يتجه بن صالح إلى تركيبها على أساسى الرهانات والتحديات الكبرى التي تنتظر البلاد منها الرئاسيات المقبلة والوضع الاقتصادي والسياسي وخاصة الأمني للجزائر". ويدخل مصدر "الجزائر نيوز" من هذا الباب إلى سياق التوازنات أيضا "إذ لا أتصور مكتبا وطنيا للأرندي دون أن تكون ورقلة وتمنراست حاضرتين بقوة لفرض ثقلهما السياسي على الساحة، فورقلة بدأت تكون منطقة استراتيجية في سياسة الدولة خاصة بعد الاحتجاجات المتكررة وكذلك تمنراست لموقعها الجيو استراتيجي في عهد أزمة الساحل". كما يلفت المصدر أيضا بأن فريق القيادة الذي ينبغي أن يختاره بن صالح يراعي التوازنات الجهوية بين الشرق والغرب والوسط، وكذلك العنصر النسوي، ومن المنطقي أيضا أن تمثل كل منطقة بثلاثة أمناء وطنيين، بالإضافة إلى العنصر النسوي، ما يرجح أن تكون تشكيلة المكتب مكونة من 17 أمينا بما فيهم الأمين العام حتى يكون العدد فرديا يسهل عمليات الفصل في القضايا إذا تعلق الأمر بالتصويت على مسألة ما". تقول مصادرنا إن الأسماء التي يتم تداولها هي أسماء فرضت نفسها في الميدان طيلة السنوات الأخيرة، وساهمت بشكل كبير في حفاظ الأرندي على قوته الانتخابية ومركزه الثاني سياسيا، بعد الأفلان، ومنها في الشرق وزير المجاهدين محمد شريف عباس، وعز الدين ميهوبي وزير الاتصال السابق وحسان بونفلة الذي يوجد على رأس لجنة النظام الداخلي مما يرشحه إلى منصب الأمانة العامة، بالإضافة إلى رصيده النضالي على المستوى القاعدي. كما يُرشح أيضا أن يعود عن الوسط شيهاب صديق وقد يكون معه بختي بلعايب أحد الوجوه المحسوبة على تصحيحية الأرندي. أما عن الغرب فمرشح أن يكون ضمن القائمة وزير التعليم العالي محمد مباركي. كما يوجد ضمن مفكرة بن صالح محمد فادن الأستاذ البارز في القانون الدستوري. أما عن العنصر النسوي فمن المرشحات القويات الوزيرة السابقة نوارة سعدية جعفر وفوزية بن سحنون عضو المكتب سابقا ورتيبة عياد من وهران ورئيسة مجلس ولائي الوحيدة في الجزائر سابقا وأمينة دبش مديرة يومية الشعب التي كان ينتمي إليها عبد القادر بن صالح. وبرغم أن هذه الأسماء في مجملها قد تُقرأ على أنها محسوبة على أويحيى، إلا أن واقع الحال يفيد أنها الأبرز حاليا إما برصيدها النضالي الميداني الذي يعتبر أول معيار في تأهيلها وإما بواقع حال القيم المضافة التي يُمكن أن يقدموها للحزب في المرحلة المقبلة. وتضيف مصادرنا أن الوزيرين أبو بكر بن بوزيد والشريف رحماني قد لا يقبلا مهمة في المكتب الوطني مثلهما مثل يحي قيدوم.