تستعد بلدية بازر سكرةبجنوب مدينة العلمة بولاية سطيف لاستقبال حدث ثقافي كبير تحت شعار ''أصالة وانتماء'' ممثلا في المهرجان الوطني الثاني ''حيزية'' للتراث والفنون الشعبية من اليوم 31 ماي إلى 2 جوان الداخل. وستلتئم فعاليات هذا المهرجان الذي تسعى سلطات ولاية سطيف إلى جعله المحطة الثقافية السنوية الثانية بعد المهرجان الدولي للمدينة الأثرية ''جميلة'' حول تراث ملحمة ''حيزية'' التي كتبها الشاعر الشعبي الكبير الراحل بن قيطون مخلدا قصة حب حقيقية جمعت بين فتاة اسمها بوعكاز حيزية بنت أحمد بن الباي من عرش الدواودة الهلالية وابن عمها سعيد بمنطقة سيدي خالد التابعة حاليا لولاية بسكرة. ومن أبرز المحاور في مهرجان ''حيزية'' كما ذكر لوكالة لأنباء الجزائرية، الأستاذ مومني بوزيد رئيس المجلس الشعبي لبلدية بازر سكرة ورئيس المهرجان تقديم أوبيرات كبرى بعنوان ''مطر الذاكرة'' من تأليف وإخراج الفنان عبد الوهاب تمهاشت بمساهمة مجموعة ''بلا حدود'' الفنية عبر لوحات فنية وموسيقية استعراضية وغنائية لتكريس أبعاد ومفاهيم قصيدة ابن قيطون عن حيزية والتي خلّدت منطقة ''بازر سكرة'' بوصفها من أغنى المناطق الجزائرية بموروثها الشعبي. ويشارك في هذا العرض الملحمي الذي سيقام بميدان الفروسية لبازر سكرة بعض الممثلين المسرحيين من العلمة مثل عباس شوّار، مراد كامل وكذا السعيد حربي إلى جانب حضور نجم الأغنية السطايفية الشاب عرّاس الذي يخوض لأوّل مرة غمار التجربة التمثيلية رفقة كل من كمال النمري والشاب توفيق بوفندي وكذا ابتسام رياحي إحدى خريجات مدرسة '''ألحان وشباب''. وقد ضبطت اللجنة الولائية المكلّفة بالتنظيم برنامج المهرجان الذي سينطلق بحفل افتتاحي بهيج بميدان سباق الخيل المقام بالقرب من موقع تخييم قبيلة الدوادوة الصحراوية حين حلولها ب''بازر سكرة'' التي تعني حسب السيد مومني الذي هو أيضا أستاذ جامعي للسانيات بجيجل ''الأرض المرتفعة التي بها ماء منساب رقراق''. وستشارك العديد من الفرق الفلكلورية تمثل مختلف الطبوع التراثية والأشكال التعبيرية وتقدّم عروض للخيالة والفرسان واستعراضات الفنتازيا بهذه المنطقة الفلاحية الريفية التي تطمح لأن تكون مستقبلا ''قبلة لمختلف الفنون وللتراث الشعبي بكل أبعاده ومستوياته''، وتتضمّن الفعاليات أيضا - والتي تستأنف مجهودا بدأ سنة ???? بالعلمة حين أقيمت الطبعة الأولى لمهرجان ''حيزية'' بمبادرة من جمعية ''آفاق'' وبنجاح كبير- عدّة محاور أخرى مثل خيمة الشعراء ومنابر للشعر العربي وعروض الفرق الفولكلورية فضلا عن معارض وإبراز تقاليد وصناعات تقليدية محلية وكذا محطات غنائية بمشاركة أصوات وطنية ومحاضرات حول التراث والأدب الشعبي. وقد نشأ حيزية والسعيد الاثنان -كما تقول الروايات الشعبية- في كفالة أحمد بن الباي أبو حيزية وتربيا معا وترعرع معهما حب عميق كان يختلس لحظات لقاء ومودة نادرة خلال فترات تنقل قوافل الرحل التي كانت تجوب بين جنوب البلاد ومناطق الهضاب العليا ومنها منطقة بازر سكرة، وكان السعيد عادة ما يطوف بجواده حول الهودج الذي يأوي حيزية لتطلّ عليه من حين إلى آخر مظهرة جمالها الفتّان وبسمتها الساحرة ونظرتها التي تنبئه بالحب والإخلاص، ويظهر هو بدوره فروسيته وشجاعته واهتمامه بها. لكن هذه العلاقة سرعان ما اكتشفت في مجتمع قبلي لا يرحم أدى في النهاية إلى وفاة غير معروفة السبب لحيزية التي لم يكن قد مر على عمرها ?? ربيعا وذلك بمنطقة واد التل عند عودتها من رحلة إلى بازر سكرة، وأدت وفاة حيزية إلى حالة حزن شديدة لدى سعيد دفعت به إلى مغادرة الأسرة والتيه في البراري والصحاري، كما نصب سعيد خيمة له بوادي أولاد جلال حيث أقام هناك إلى حين وفاته. ويكون سعيد حسب الروايات قد طلب من الشاعر بن قيطون تخليد هذه القصة في مرثية شعرية كتبها سنة ???? تكريما لروح ''حيزية'' التي غنى قصتها المؤثّرة الكثير من رموز الفن الشعبي مثل البار عمر والحاج رابح درياسة وعبد الحميد عبابسة وغيرهم.